كتب : وليد الوصيف
أعلم تماما مدى الكبت وكمية المشاكل الموجودة داخل كل إنسان مصري وأعلم إلي أي مدى تدهور الاقتصاد في العالم العربي وبالأخص في المحروسة وأعلم عن تعصب الكثير من جماهير الرياضة وتعصب جماهير كرة القدم وبالأخص مشجعي نادي الأهلي। ولكني لست مقتنعا على الإطلاق أن كل هذه الظروف والأسباب تجعل الشخص في حالة اللاوعي وتجعله يخرج عن شعوره ويتخلى عن صفة الأخلاق وأن يخرج عن حدود الأدب بالأخص إذا كان السبب هو فوز فريق ما على الآخر لأن الرياضة على الأقل في وجهة نظري تهذيب للأخلاق وترفيه للبشر بأكملهم من رياضيين ومشجعين ولكن بكل أسف تحولت الرياضة إلي هم من هموم حياتنا وكأنها مشكلة من أهم المشاكل الموجودة وليست ترفيه. في بداية الأمر أحب أن أنوه عن شيء مهم جدا ألا وهو أنني من مشجعي نادي الأهلي ولكني ضد التحيز لأي أحد ولن أتشبث برأيي ودائما أكون حيادي واضع نفسي مكان الآخرين وتمنيت أن هذه الصفات تكون في كل مشجعي الرياضة .كتبت هذه النبذة عن نفسي لأنني متأكد أن كل من يطلع على مقالي هذا سوف يتصور أنني من مشجعي نادي الزمالك . في بطولة الدوري المصري رأينا الكثير من المهازل المختلفة مهازل رياضية من بعض أفراد الفريق داخل الملاعب مهازل جماهيرية داخل المدرجات وتحيز المعلق لفريق ما أثناء المباراة وتحيز المعلقين داخل الإستديو بعد المباراة وهذا ليس فقط في هذه البطولة بل في كل البطولات أصبحت هذه الصفات سمه من سمات الكرة المصرية. ما جعلني أكتب هذا المقال هو إهانة بعض مشجعي نادي الأهلي في مباراة الأهلي مع حرس الحدود المؤجلة من الأسبوع الرابع عشر للاعب أحمد عيد عبد المالك لاعب نادي حرس الحدود بكلمات لا تليق بمشجعي الرياضة عموما. ألا وهي " العبيط أهه " وكأن من يهتف بهذه الكلمات أفضل من الكابتن أحمد عيد وكأن أحمد عيد عبيط ومن قال هذه الكلمات محترم ! هل هذه الكلمات من الممكن أن تصدر من أشخاص محترمين من معلمين ومهندسين وأطباء॥إلخ بالطبع لا.من المؤكد أنها صدرت من أشخاص لم يحصلون على القسط الكافي من قاموس "التربية والأخلاق" وليس لديهم الخبرة الكافية في الحياة ولا في الرياضة مع كل إحترامي . أحمد عيد ليس لاعب بسيط فهو لاعب محترم ومتألق والكابتن حسن شحاتة يستعين به في بعض المباريات مع المنتخب والأهم من ذلك فهو "إنسان" يجب أن يحترم. ليس من الضروري أن تكون أهانته ثمن لبقائه لاعب كرة قدم مصري يجب على من أهانه أن يضع نفسه مكانة فهل يقبل الإهانة على نفسه بالطبع لا. أما بخصوص حكم المباراة فهو له الحق أن يعطي إنذار أصفر للجمهور وإن تكرر ذلك مرة أخرى فيكون له الحق في طرد الجمهور بالإنذار الأحمر ولكن الواضح إن الحكم رافض يسمع هو بس بيشوف ويصفر ولو كانت الإهانة من الجمهور للحكم لكان الإنذار الأحمر ظهر قبل الأصفر في لمح البصر. وبخصوص المعلق الرياضي محمود بكر فهو معلق رائع ومع ذلك لم يتصدى لهذه الإهانة بكلمة واحدة لأنه كان واضح في هذه المباراة على التحديد أنه متحيز لفريق الأهلي ويحاول إحباط فريق حرس الحدود بشكل غير مباشر رغم تفوق حرس الحدود الواضح فيجب على المعلق الكبير محمود بكر أن يكون محايد ويضع في الاعتبار مشاعر لاعبي ومشجعي حرس الحدود في هذه المباراة ومشاعر خصم الأهلي في أي مباراة ويجب أن تكون الحيادية صفة أي معلق على أي مباراة بالأخص إذا كانت المباراة متكافئة بين الفريقين. وبعد المباراة في برنامج الكابتن مصطفي عبده لم يتحدث الكابتن مصطفي عبده عن هذه الإهانة ولو كانت هذه الإهانة للاعب من نادي الأهلي لكانت من المؤكد ردود الفعل مختلفة عند الجميع سواء من لاعبي الأهلي أو جمهور الأهلي أو من المعلقين أعلم إلى أكبر مدى أخلاق الكابتن مصطفي عبده ومن المؤكد أنه يعلم تماما ويتحدث كثيرا عن أن الرياضة .. أخلاق مش قلة ذوق أتمنى أن يستمر في توعية الجماهير على أن الكرة رياضة ولحظات ترفهيه وليست قضية فلسطينية .