الأخبار

10 يناير 2017

وليد الوصيف يكتب : التجسس منهج الضعيف

وليد الوصيف


الأستاذ عصام كامل رئيس تحرير فيتو في مقاله الأخير " فضيحة في حق الوطن " في وجهة نظري كلامه واضح جداً ، ليس لديه اعتراض على تسجيل المكالمات من قبل أجهزة الأمن بقدر اعتراضه على عرضها على الفضائيات ،
إذا كان التسجيل يُهدد الأمن القومي فهناك قوانين لابد وأن تتعامل مع أصحاب هذه المكالمات ، لكن بثها على الهواء يُعد تهديد أفظع وأبشع يُهدد السياحة والاستثمار ، نعم أنا مع هذا الرأي هذه التسريبات تذكرني بصوت سرينة الشرطة في الأفلام القديمة التي تُحذر الجاني وتعطيه الإشارة للهروب ، هذه إشارة لكل الخارجين عن النظام والقانون لكي يبحثوا عن وسائل أخرى ، هذه لعبة سياسة قذرة لا غرض منها الأمن والأمان بل الغرض منها التشويه والفضيحة ، النقد هنا للأجهزة الأمنية التي ترد بنشر المكالمات فقط دون أن تتخذ خطوة قانونية ضد أصحاب المكالمات ، هذا عجز لديهم وضعف يجعلنا نخجل كا مصريين ، وطريقة رخيصة لا تليق بمصر ربما تليق بدولة قذرة مثل أمريكا فنحن دولة مسلمة والإسلام نفسه يحرم التجسس .
لما أحمد موسى ؟ في ظني أن الأجهزة الأمنية أرادة فضح موسى نفسه ، فأنه ليس وطني بقدر ما هو عاشق للطبلة والمزمار ، موسى ينقل سياسة القناة بأكملها وينتمي للأنصار مبارك وقريباً هو والقناة سوف يروجون لجمال مبارك بشكل أو بأخر ، موسى يعرض كل المواضيع بطريقة التشفي الصبيانية وطريقة التطبيل الواضحة والمستفزة ، رغم أنه رجل صحافة ليس ببسيط إلا أنه يعمل دون ميثاق صحفي ولا إعلامي ، يعمل بميثاق القناة ، ولا أظن أن هذا الأسلوب الرخيص يرضي رئيس الدولة بأي شكل من الأشكال كما يظن موسى والبعض .
الإعلامي عبدالرحيم على هو أول من فعل هذه البدعة الرخيصة والذي اعترضا عليها كل ما لديه شرف ، وبالفعل كان لها صدى عريض في العالم العربي بأكمله ، وموسى الآن يقلد تقليد أعمى ، وربما يفعل ذلك لتصفية حسابات شخصية له أو لشخص قريب منه أو لغرض الشُهرة ، على حساب الوطن والاقتصاد والاستثمار وترهيب حتى المواطن العادي الذي بات لا يَأمَنُ من تلك التسجيلات ، ربما لكل مواطن ألف مكالمة مع زوجته أو أحد أقاربه وهذا اختراق لخصوصية البشر واختراق فج ومُنحط لحقوق الإنسان نفسه لا للمنظمات الحقوقية فأنا لست مؤمن بها لأنها كلها منظمات شكلية لا فائدة منها إلا مُنظمة الرفق بالحيوان فهي الوحيدة التي تنتفض عندما يتطاول أو يعتدي إنسان على حيوان !!
 هل الأجهزة الأمنية المصرية ضعيفة ؟ أنا أرى أن " التجسس منهج الضعيف " هل تسريب مثل هذه التسجيلات لها أهداف وطنية تصب في مصلحة الوطن ؟ هل لو قام شخص عادي بالتسجيل لشخص مثله وقام بتسريب المكالمات لا يعاقب من قبل القانون ؟ هل القانون في مصر يُفعل على الشعب فقط ، والأجهزة الأمنية وأحمد موسى وعبدالرحيم علي فوق القانون ؟ هل هذا الأسلوب يقبله الرئيس السيسي في بلد بحجم مصر ؟ من قام بتسريب هذه المكالمات شخص معروف من الأجهزة الأمنية أم هذا اختراق للأجهزة الأمنية نفسها ؟ لو شخص معروف لابد وأن يُحاسب ، وإن كان اختراق تبقى الكارثة أكبر ويبقى كلامنا كله في الفاضي .
هل سمعنا يوماً أنَّ الزاني الذي ينكح زانية خرج علينا ليفضح بنفسه من قامت معه بالفاحشة ؟ أظن أنه مستحيل وإن حدث فهو غباء بالطبع ، لأنه هنا يفضح نفسه قبل شريكته ، فهنا المكالمات المسربة للدكتور محمد البردعي وغيره مكالمات تفضح النظام في المقام الأول أمام العالم ، أما فضيحة الأشخاص فهي لا تفيد الوطن ولن تضر الأشخاص أنفسهم فهم كلهم مقيمين خارج الوطن ، ومن يسمع هذه المكالمات من أنصارهم أظن أنه يتعامل معها على إنها شيء من النضال وأن هؤلاء أبطال مستهدفين من النظام ، أرجو أن نراجع أنفسنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة