وليد الوصيف يكتب : قصيدة أمي

وليد الوصيف

أمي رحلة تَحمُّل
أمي رحلة نِضال
أمي عظيمة شايله
أحمال تُقل الجبال ..

فيضان حنان تِعدِّي

ما تُصدها الأهوال

من أجلي وبتحدي

رسمه البحور آمال ..
حنان مسؤول وراسي
مش حَنان صغار

بين ضلوعها حاضر

مقاسات على ألوان ..

لا في يوم كانت بخيلة

ولا عاشت دور أميرة

دايماً مُعتدلة راضية

حمدَ على كل حال ..
فكرت ياما أشكرها
وأقدِّم عمري ليها

وعارف مهما أقدم

برضو شويه عليها

ولمّا أرفض النصيحة

وأعمل فيها الكبير

أو لَمّا أتصرف مرة

وأنا لاغى التفكير ..

دايماً علطول تسامح

مهما أنا كنت جارح

وتغفر ليَّ جهلي

وتفَهَمني بدليل ..

حساني وشايلة همي

حبيبتي وكل عمري

اللي ساكنه جوه قلبي

وغيرها هي ما فيش بديل ..

ولو تايهه يا أمّه عن غلاوتك

عندي ليكِ ميت دليل

بس جاوبي عن سؤالي

أنتِ قلبك كان عليَّ في يوم بخيل ؟ ..

طب كنتِ قاسيه ؟ أنا رأيي لاء
طب القساوة مِنين أجيبها ؟
وانتِ أمي .. اللي روحي
عشانك انتِ .. هاعيش حبيبها ..
دا لو في قلبي أي قسوة
يبقى حقي إنّي ألومك
دا كل حاجه فيَّ مِنِّك
من مَلامِحك من كَلامِك من هِدومِك ..
متخافيش شارب حنانِك
متخافيش حافظ كلامِك
متخافيش دا موتي أهون
من خروجي عن ظنونِك ..
زي متحطّيني يا أمّه هتلاقيني
تحت رجلِك قبل حتى ما تناديني
عرفت قصدِك م القساوة
يوم ما فهمت بجد ديني ..
كنتِ عايزه تِكبَّريني
كنتِ عايزه تِعلِّميني
كنتِ عايزه تشوفي زرعك
أحلى طرح في كل جيلي ..
وكنتْ بحسب دي قساوة !
وأستمر أنا في الشقاوة
وانتِ تدعي بالهِدايا 
وقلبي ماسك في الغباوة ..
لَمّا دَقني خربِشتني
وطولي زاد فهمت إنّي
ماشي يا أمّه بدعوة منك

للنهاية من صغر سني ..
ربنا يديمك يا غالية

يا أحلى اسم وأحلى همس
دا كل حاجه نفسي فيها
في ثانية قلبِك بيها حس ..
بس عَندي سؤال بَسيط
انتِ قلبك ليه حاويط ؟
سبتي همِّك .. سبتي جرحِك
سبتي دمعِك ليكِ انتِ
وادَّتيني الفرح بس ؟ ..
ارمي حمول عمرِك عليَّ
وافرحي يا أمّه شويه
وصدَّقيني أكون سعيد
لو طَلبتي نور عنيه
وتفرحي وتقولي جاني
ابني البكري ..عني شال
خليني أحس بجد يا أمّه
 إني راجل م الرجال  .