قضية الأطباء التي أثارة الرأي العام هي ليست أول وأخر قضية مصرية سعودية أو حتى عربية وليست هي القضية التي تفسد العلاقات بين أكبر دولتان في العالم العربي0ولن أتكلم عن أحداث القضية لأنها أصبحت معروفه للجميع0
ولكن ما أود التنويه له هو أن القضاء السعودي أنزه قضاء في العالم وليس بهذه البساطة إدانته وأنا متأكد أنه لا يدان على الإطلاق لأن جلالة الملك عبد الله أذا ثبت له التلاعب من القضاء لن يتهاون مع من يصدر حكم غير عادل بالأخص الحكم بالشريعة الإسلامية 0لأن الحكم إذا أخطأ فهو لا يدين القضاء بقدر ما هو يدين المملكة العربية السعودية بأكملها 0
إن القضاء لا يحكم إلا بعد التأكد وفحص كل جوانب القضية وأنا شخصيا أعرف أكثر من مصري كان له قضية مع أشخاص سعوديين من أصحاب المناصب الكبيرة والقضاء حكم للمصري بحياد تام وبعد تصديق الحكم من قبل محكمة التمييز أجرت المحكمة المستعجلة اتصال بالمواطن المصري وأبلغته بتصديق الحكم وإخطاره بأنه له حق التعويض ورد الشرف0
وأعرف مصري قال للقاضي أنا خايف لأن قضيتي مع ضابط شرطه وأنا مصري رد القاضي وقال له والله لو القضية بين هذا الضابط أو غيره مهما كانت سلطته ويهودي والحق لليهودي لأعطيته له 0
وأيضا شخصيه مصريه مرموقة تعيش في السعودية قال لي نحن في السعودية عندما نكون على حق نكون أقوي من أي سعودي مهما كان منصبه وهذا لتأكده من نزاهة القضاء كان نظريته أنه لو فرض أن أي جنسية تعرضت لأي إساءة أو وقع عليها أي نوع من أنواع الظلم سواء من أفراد الشعب أو من رجال الشرطة والمباحث فالمؤكد أنه عند الوقوف أمام القاضي سوف ينصف وترد كرامته 0
إذن هنا سؤال يطرح نفسه
0 أين المشكلة ؟
المشكلة أن هناك يد خافية وراء هذه القضية يد تفهم في القانون وتعرف كيف تلفق قضية محبوكة لتضليل القضاء السعودي وهذا ليس ذنب القضاء ولكنه ذنب من (مات ضميره) 0
والمشكلة الأخرى هو إهمال الطبيبين وصبرهم على السجن أكثر من عام دون العثور على دليل البراءة لتقديمه للقضاء 0
وهنا من يدفع ثمن الإهمال هم الطبيبين0ويجب أن يكون هناك وقفه عادلة من السفارة المصرية ومن وزارة الخارجية ونقابة الأطباء لإثبات براءة الطبيبين والوقوف بجانبهم بالشكل القانوني الذي لا ينزعج منه أحد0
ويجب علي الإعلام (مصري وسعودي) أن يطالب بإظهار الدلائل ولا يجب تدخله في نظام القضاء السعودي فهذه سياسة دوله ليس من شأن أحد المساس به 0 ولابد أن نعلم أن الطبيبين بشر مثل أي بشر من الممكن أن يخطأ فإذا ثبت عليهم هذا الخطأ الجسيم فلا اعتراض على الحكم 0 فأنا أري أن هذا الحكم عادل لكل ما تسول له نفسه بفعل هذه الجرائم وإذا ثبتت إدانتهم فمن المؤكد أن القضاء السعودي كان يقصد ما فهمه الناس وهو الحكم الأشد من الإعدام0
ولكن ما يزعجني بالفعل هو (تعليقات الشعب السعودي) حول قضية الطبيبين عبر المواقع الإلكترونية فهي تعليقات معظمها يدل علي كره شديد للشعب المصري تعليقات كثيرة تبعد عن صلب القضية وكأن القضية ليست قضية أفراد وكأنها قضية بين شعبين وهذا أخطر ما يوجد في هذه القضية ومن الممكن أن ينتج من هذه التعليقات قضايا أكبر بكثير من القضية المطروحة0
نحن لسنا في حالة حرب ويجب أن نعرف أن خطأ شخص لا يدل علي فساد شعب بأكمله 0وهذا الكره الذي ظهر ليس وليد هذه القضية ولكنه كره دفين منذ سنين ويجب عمل الحكومة المصرية والسعودية والإعلام على توعية الشعب المصري والسعودي أن ما بين الدولتين أكبر وأهم بكثير من هذه القضية وغيرها ولا بد من معرفة أسباب هذا الكره ووضع حلول له لأنه من العار أن نقف نشاهد هذا الكره المتبادل بين الكثير من العرب دون تصدي له لابد أن نعلم أن لا غنى لمصر عن السعودية ولا غنى للسعودية عن مصر ولا يجب أن نصبح مادة إعلامية للشعوب الأخرى 0
وفي النهاية لو السفارة المصرية في المملكة تراعي ضميرها وتعرف ما هي وأجبتها تجاه أبنائها ما كانت هذه القضية معروضة على الساحة ولا غيرها وكان من المؤكد حل القضية من قلب الحكومة دون أن يظهر لها رائحة ولكن خطأ السفارات المصرية في أنحاء العالم هو الذي يجعل الرائحة تفوح وتصل لأنف الصحافة والإعلام 0
وليس من الضروري أن يكون الحل من داخل الحكومات هو إصدار البراءة أو إغلاق القضية ولكن على الأقل سوف تكون الحكومة المصرية والسعودية على اقتناع بالحكم ولا يوجد بينهما نزاع وهذا يدل علي عدم وجود السفارة من بداية القضية ولكن في أخر الأمر الأمل يبقى في القضاء السعودي العادل ونحن أبناء مصر لنا الله0
وليد الوصيف0
أول أحد أراه يكتب بضمير وحياد تام بارك الله فيك وتحليلك رائع ورأيك في القضاء السعودي وسام على صدر كل الشعب السعودي شكرا على هذا المقال
ردحذفمقال جميل تسلم يداك وموقعك أكثر من رائع شكلك من صورتك فنان يارب يوفقك ودائما الى الأمام مع تحياتي
ردحذف