كتبت من قبل مقال عن منتظر الزيدي بعنوان "حذاء.. في متحف الكرامة العربية" ولذلك في هذا المقال لن أتكلم عن ما حدث ولكني أتكلم عن من هم ضد منتظر ورأي بعض الصحفيين في هذه الوقعة وهذا بناء على طلب في تعليق على مقالي السابق من أحد القراء نعم هنا ك بعض الصحفيين وبعض خبراء في الصحافة يصفون ما حدث بأنه خطأ مهني ولا يجب أن يكون من صحفي في أثناء عمله وهم ليسوا ضد ما حدث بشكل إنساني.
منهم من يقول أن هذا من الممكن أن يتسبب في صرف منظمات المجتمع المدني عن أداء واجبها في ملاحقة بوش قانونيا وقد يكون سببا في إفلاته من المصير الذي يستحقه كمجرم حرب عتيد ومن محاكمة عادلة تنتهي بمصادرة ثرواته التي جمعها من السيطرة على منابع النفط وتنشيط مبيعات شركات صناعة السلاح .ومنهم من يصف منتظر على أنه عمل هذا العمل مدفوع الأجر وورائه جهة هي التي تدفعه إلي هذا الفعل والدليل الوحيد على ذلك هو اختفاء منتظر قبل عامين لمدة ثلاث أيام وظهوره المفاجئ دون دفع فدية وعدم رغبة منتظر نفسه في التحدث عن هذه الوقعة.والأغلبية من الصحفيين الذين أضم صوتي لصوتهم مع ما فعلة منتظر مهما كانت مهنته لأن منتظر إنسان قبل أن يكون صحفي إنسان تعرض لسنوات احتلال مهينة وتعرض لنزع كرامته وكرامة وطنه أكثر من كل الأمة العربية.
لابد أن نتعامل معه على أنه إنسان في المقام الأول عانى الكثير وبخصوص مهنته لابد أن نستبعدها تماما عن ما فعله منتظر ونعتبرها خدعة بما أن الحرب خدعة فمنتظر أستخدم مهنته في دخول القاعة وبعد ذلك تصرف وكأنه مدافع يدافع عن نفسه وعن وطنه وعن عرضة فلابد أن نضع ذلك تحت عنوان "الدفاع عن النفس"بما أن الأقلام أصبحت في عصرنا هذا ليست سلاح ضد من يملكون مقاليد الأمور وضد المفسدين في الأرض.ما فعله منتظر يعد رمز من الرموز المخلدة أيضا في زماننا هذا لأن ما فعله لو كان في عصر صلاح الدين الأيوبي لاكان شيء عادي وليس له قيمة بما أن الشجعان كثيرون في ذاك الوقت ونحن لا نعتبر ما فعله منتظر أكثر من رمز للشجاعة تسبب في فرحة الملايين ولا يجب أن نفسد فرحة البشر بهذا الاعتراض الذي يهل علينا به القلة من الصحفيين .
أما عن الرأي الذي يضع منتظر عقبة في طريق محاكمة بوش فأنا لا أري أن هذا سبب كافي لإفلات هذا المجرم المتوحش من المحاكمة بالأخص بعد اعترافه بأن العراق لم يكن فيها أسلحة دمار شامل واعترافه بأنه أخطأ في شن حرب على العراق ومن تسبب في ذلك معلومات المخابرات الخاطئة.وليس الإلقاء بالحذاء هو ثمن موت مليون ومائتين مواطن عراقي وتشرد خمسة مليون آخرون وليس ثمن لكل هذا الخراب والدمار وليس ثمن ذبح صدام وصدمة المسلمين في يوم احتفالهم بعيد الأضحى المبارك مخالفين كل الأعراف الدولية بالأخص أن هذا الحذاء الذي فرح به جميع العرب لا يمثل شيء بالنسبة للأمريكان ويعتبر شيء عادي مثله مثل من يضع قدم على قدم وهو جالس مع أحد المسئولين في الدولة مثله مثل زوجه تحدث صديقها بكل حب أمام زوجها يعتبر هذا الحدث تصرف من شخص له الحق أن يتصرف كما يشاء تحت شعار "الحرية والديمقراطية" ولذلك كانت إبتسامة بوش البلهاء.ولكنه يمثل للعرب رمز كبير لأن عند العرب "موت الإنسان أرحم من موت الكرامة"ولذلك تفضلت السيدة / عائشة القذافي بمنح منتظر الزيدي وسام الشجاعة وأنا بالنيابة عني وعن الشعب العربي أمنح الصحفي منتظر وسام الحرية لكي يصبح منتظر الصحفي الحر على حق.
أما عن محاكمة منتظر لابد أن تكون محاكمة عادلة وتكون القضية قضية عادية "إلقاء مواطن عراقي فردتي حذاء على مواطن أمريكي"لأن منتظر الزيدي لم يفعل هذا إلا بعد ما تأكد أن بوش أصبح شخص عادي بعد تولي أوباما رئاسة أمريكا. وأقول كما قلت من قبل لو مات منتظر الزيدي ومات بوش لن تموت هذه الصور واللقطات المخلدة في تاريخ الأمة العربية
ويكفي أن التعبير بالفرحة وصل إلى حد كبير في نفوس العرب على سبيل المثال هناك من يعرض الملايين مقابل حذاء منتظر ومنهم من يكبر الصورة لكي يضعها رمز للكرامة في بيته
ومنهم من يكتب شعر للحذاء ومنهم من يغني للحذاء مثل المطرب السياسي شعبان عبد الرحيم.
بقلم : وليد الوصيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة