وليد الوصيف .
مُنذُ أكثر من عشر أعوام وأنا كُلَّما شعرت بالحزن لأي سبب من الأسباب ، وما
أكثر الحزن والألم لأمثالي الذين يعشقون تراب الوطن ويعيشون في الغربة ، لا أجد مَخرج
من هذا الحزن إلا بمراجعة الذكريات السعيدة ،
كنتُ أُشاهِد كل فيديو عائلي يجمع الأسرة والأقارب ، في بداية هذه السنوات كنتُ بالفعل أخرج من أحزاني بشكل سريع رغم أنه خروج مؤقت ، ولكني عرفت العلاج ولذلك كُلَّما ضاقت الدنيا لجأت لشرائط السعادة .
كنتُ أُشاهِد كل فيديو عائلي يجمع الأسرة والأقارب ، في بداية هذه السنوات كنتُ بالفعل أخرج من أحزاني بشكل سريع رغم أنه خروج مؤقت ، ولكني عرفت العلاج ولذلك كُلَّما ضاقت الدنيا لجأت لشرائط السعادة .
في السنوات الأخيرة كل يوم الحزن في نمو بعكس الإقتصاد المصري تماماً ،
زادت الأعباء والمتطلبات ، المشاكل تكبر معنا يوماً بيوم ، كُنّا نَصرخ من نظام الرئيس
الأسبق مُبارك وقمع حبيب العدلي ، وقمنَّا بثورة قال عليها الغريب والقريب أنَّها
ثورة عظيمة وسوف تنقل مصر وشعبها نقلة نوعية من اقتصاد وتعليم وتقدم ، وإنَّما
تأتي السفن بما لا نَطلب وبما لا نَحلم وبما لا نَتمنى ولا نَشتهي ، جاءت الثورة بالرئيس
الأسبق مُرسي وجماعته التي تَحلم بالمنصب منذ إنشائها كجماعة رغم جهلها السياسي ،
لتُدمِّر فرحتنا القصيرة وتُشعرنا بالضعف وقلة الحيلة وقلة البخت ، كما لو كُنَّا
ليس أهل للفرحة ، كما لو كُنَّا جيل الحزن والأسى وقلة الحظ في الصحة والتعليم
والاستقرار والسعادة ، قاما الشعب بثورته الأعظم ليثبت أنَّهُ قادر على تحديد مَصيره
واتخاذ قراره ، واستجاب الجيش بقيادة السيسي لنداء الشعب ، ونَجحت الثورة بالفعل
وتولى الرئيس السابق المستشار عدلي منصور إدارة البلاد كمرحلة انتقالية ليتها دامت ، هذا الرجل الذي أدار
شئون البلاد بشكل أكثر من رائع رغم كل الظروف والتحديات .
عِشنا الفرح والسعادة مع مصطفى كامل " تسلم الأيادي " الأغنية
التي ظل لها صدى كبير لوقت طويل داخل كل البيوت والجوالات ، والتي حوّلت الأفراح وكل
المُناسبات السعيدة لملحمة وطنية بمشاعر المواطنين الصادقة ، وأغنية حسين الجسمي "
بُشرة خير " التي كانت أقوى دعاية انتخابية حدثت في مصر ، كانت أذان ينادي
للتصويت ، والجميع لبَّ النداء بفرحة ، وجاء الرئيس السيسي المُنتظر رئيساً لمصر
بأصوات لا تقبل التشكيك ولا المنافسة ، وكان السيسي يُعَد أول رئيس في تاريخ مصر
وربَّما الأمة الذي تحقق معه نجاح قياسات الرأي العام أو استطلاعات الرأي العام ،
نجاحه كان مُؤكد من قبل حتى إجراء الانتخابات ، لدرجة جعلت الكثير يطلق على
الانتخابات بأنها انتخابات صورية لا داعي لها بشكل استثنائي لتوفير ما يتم من صرف
عليها ، ولكنها جاءت بأمر الدستور ، وها نَحنُ ورغم ما قدمه من مشاريع إلا أننا
كما ذكرت ، كما لو خُلقنا للحياة الصعبة ، الحياة تزداد سوء ، تدهور غير مسبوق
وغير متوقع في الاقتصاد ، غلاء كل يوم والمواطن يدفع الثمن ، تعليم مُنهار بفضل
وزير تعليم أقل ما يُقال فيه " فاشل " صحة مُدمرة بفضل وزير صحة أيضاً
فاشل ، وبفضل غلاء وغياب الأدوية باتَ المريض يتمنى الموت ، باختصار الحكومة
بأكملها لا تصلح لإدارة البلاد ، والرئيس حتى الآن لم يُقدم ما هو مطلوب منه رغم
انجازاته اليومية إلا إنها لا تُقدم شيء للمواطن المطحون بل جاءت على حسابه هو
وحده قولاً واحداً .
ومنذُ عامان وأكثر صارت شرائط السعادة الخاصة بي دونَ أدنى مفعول ، بل
صارت تدعم الحزن والألم ، صارت هي الأكثر قدرة على تنشيط الدموع ، مُنذُ غاب منها
أقرب وأعز وأنقى البشر ، لا لحظة تمُر في شرائطي دون لقطة لشخص غالي فارق الحياة
وظل بابتسامته وذكرياته ليؤلمني ويُفسد مصدري الوحيد للقضاء على الحزن القاسي الذي
لا يعرف للرحمة طريق ، حالي هو حال كل مصري ، مقالي هو قصة كل مواطن ، فما الحل يا
سيادة الرئيس ؟ دون تعليق كل ما نحنُ فيه على شماعة الإخوان والإرهاب وخلافة من
الشماعات الوهمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة