الأخبار

19 ديسمبر 2016

وليد الوصيف يكتب : مقالي هو قصة كل مواطن ..


وليد الوصيف . 

مُنذُ أكثر من عشر أعوام وأنا كُلَّما شعرت بالحزن لأي سبب من الأسباب ، وما أكثر الحزن والألم لأمثالي الذين يعشقون تراب الوطن ويعيشون في الغربة ، لا أجد مَخرج من هذا الحزن إلا بمراجعة الذكريات السعيدة ،
 كنتُ أُشاهِد كل فيديو عائلي يجمع الأسرة والأقارب ، في بداية هذه السنوات كنتُ بالفعل أخرج من أحزاني بشكل سريع رغم أنه خروج مؤقت ، ولكني عرفت العلاج ولذلك كُلَّما ضاقت الدنيا لجأت لشرائط السعادة .
في السنوات الأخيرة كل يوم الحزن في نمو بعكس الإقتصاد المصري تماماً ، زادت الأعباء والمتطلبات ، المشاكل تكبر معنا يوماً بيوم ، كُنّا نَصرخ من نظام الرئيس الأسبق مُبارك وقمع حبيب العدلي ، وقمنَّا بثورة قال عليها الغريب والقريب أنَّها ثورة عظيمة وسوف تنقل مصر وشعبها نقلة نوعية من اقتصاد وتعليم وتقدم ، وإنَّما تأتي السفن بما لا نَطلب وبما لا نَحلم وبما لا نَتمنى ولا نَشتهي ، جاءت الثورة بالرئيس الأسبق مُرسي وجماعته التي تَحلم بالمنصب منذ إنشائها كجماعة رغم جهلها السياسي ، لتُدمِّر فرحتنا القصيرة وتُشعرنا بالضعف وقلة الحيلة وقلة البخت ، كما لو كُنَّا ليس أهل للفرحة ، كما لو كُنَّا جيل الحزن والأسى وقلة الحظ في الصحة والتعليم والاستقرار والسعادة ، قاما الشعب بثورته الأعظم ليثبت أنَّهُ قادر على تحديد مَصيره واتخاذ قراره ، واستجاب الجيش بقيادة السيسي لنداء الشعب ، ونَجحت الثورة بالفعل وتولى الرئيس السابق المستشار عدلي منصور إدارة البلاد  كمرحلة انتقالية ليتها دامت ، هذا الرجل الذي أدار شئون البلاد بشكل أكثر من رائع رغم كل الظروف والتحديات .
عِشنا الفرح والسعادة مع مصطفى كامل " تسلم الأيادي " الأغنية التي ظل لها صدى كبير لوقت طويل داخل كل البيوت والجوالات ، والتي حوّلت الأفراح وكل المُناسبات السعيدة لملحمة وطنية بمشاعر المواطنين الصادقة ، وأغنية حسين الجسمي " بُشرة خير " التي كانت أقوى دعاية انتخابية حدثت في مصر ، كانت أذان ينادي للتصويت ، والجميع لبَّ النداء بفرحة ، وجاء الرئيس السيسي المُنتظر رئيساً لمصر بأصوات لا تقبل التشكيك ولا المنافسة ، وكان السيسي يُعَد أول رئيس في تاريخ مصر وربَّما الأمة الذي تحقق معه نجاح قياسات الرأي العام أو استطلاعات الرأي العام ، نجاحه كان مُؤكد من قبل حتى إجراء الانتخابات ، لدرجة جعلت الكثير يطلق على الانتخابات بأنها انتخابات صورية لا داعي لها بشكل استثنائي لتوفير ما يتم من صرف عليها ، ولكنها جاءت بأمر الدستور ، وها نَحنُ ورغم ما قدمه من مشاريع إلا أننا كما ذكرت ، كما لو خُلقنا للحياة الصعبة ، الحياة تزداد سوء ، تدهور غير مسبوق وغير متوقع في الاقتصاد ، غلاء كل يوم والمواطن يدفع الثمن ، تعليم مُنهار بفضل وزير تعليم أقل ما يُقال فيه " فاشل " صحة مُدمرة بفضل وزير صحة أيضاً فاشل ، وبفضل غلاء وغياب الأدوية باتَ المريض يتمنى الموت ، باختصار الحكومة بأكملها لا تصلح لإدارة البلاد ، والرئيس حتى الآن لم يُقدم ما هو مطلوب منه رغم انجازاته اليومية إلا إنها لا تُقدم شيء للمواطن المطحون بل جاءت على حسابه هو وحده قولاً واحداً .
ومنذُ عامان وأكثر صارت شرائط السعادة الخاصة بي دونَ أدنى مفعول ، بل صارت تدعم الحزن والألم ، صارت هي الأكثر قدرة على تنشيط الدموع ، مُنذُ غاب منها أقرب وأعز وأنقى البشر ، لا لحظة تمُر في شرائطي دون لقطة لشخص غالي فارق الحياة وظل بابتسامته وذكرياته ليؤلمني ويُفسد مصدري الوحيد للقضاء على الحزن القاسي الذي لا يعرف للرحمة طريق ، حالي هو حال كل مصري ، مقالي هو قصة كل مواطن ، فما الحل يا سيادة الرئيس ؟ دون تعليق كل ما نحنُ فيه على شماعة الإخوان والإرهاب وخلافة من الشماعات الوهمية . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة