الأخبار

14 ديسمبر 2016

اسلام المهداوي تكتب : زيدوا من أهوالكم لنا ديننا ولكم دينكم



المسيحي كافر وابن ستين في سبعين يستحق القتل ! واليهودي يجب أن يُسحل ويُهان ويُضرب بالرصاصِ في ميدان عام ! والمُسلم لا أعلم إن كان كافر هو أيضاً أم له وصفٌ أخر ولكنه أيضاً يسيل دمه كل يوم دون ذنب ! والقاتل الإرهابي يَدَّعي أنه يُفجر ويُدمِر ويَقتُل في سبيل الله ! لذا وبعد التعدي على جميع الأديان السماوية يتضح أن القاتل لا ينتمي لهم من قريب أو بعيد ، فليس من المنطق أنَّ أبناء الدين الواحد يقتلونا بعضهم البعض ، إذاً القاتل له دين غير الثلاث أديان . 

ربما نحن كُلنا غافلون نائمون ويجب أن نستيقظ ، ربما هناك دين جديد نزل على الأرض ونحنُ لا نَعلم ، ربما الله أرسل نبياً جديداً برسالة جديدة ، وربما أيضاً هذه طريقة جديدة للدعوة فلكل رسول منهجه الذي يدعو به ! وبما أننا جميعاً شعب وحكومة وأديان غير قادرين على التصدي لهذا الرسول ، وربما غير قادرين على فهمه ! لذا أنا لا أرى طريقة لوقف كل هذه الدماء إلا الحوار مع الرسول الجديد .
يا أيها الرسول من أنت ؟ وما الذي يدور بعقلك ؟ لو كنت صاحب دعوة لدين جديد لِما لا تُخاطبنا ؟ بما أنك من المؤكد لا علاقة لك بالأديان الثلاثة الذي نعرفهم ونؤمن بأنهم من عند الله ؟ وما هذا الدين الذي يدعو للقتل والتفجير والخراب وحرق القلوب ؟ نعم أنا على يقين بأنك رسول ولديك من القدرة على غسل عقول شبابنا ، على يقين بأنك تملك قوة عددية من البشر والسلاح ، ولكني على يقين بأن إلهك غير إلهَّنا الذي نؤمن به ، فما هو اسم دينك واسم إلهك ؟ خاطبنا ليس لنقتنع بك ولا بدينك فنحن بلا شك لا شك يدور بداخلنا تجاه قوة إيماننا بالله ورسوله ، وإنَّما لنؤكد لك بأنك على ضلال وأنَّ إلهك مُنحط لا غرض له إلا مَنصب يمتص من خلاله دماء وجيوب البشر ، أما إلهَّنا عِندما أرسل نبياً بدعوته قال له قوله تعالى " فذكر إنما أنت مُذكر لست عليهم بِمُسيطر " لم يأمره بالتفجير وإرهاب الناس وقتل من ليس لهم ذنب ، فمن هذا إلهك الذي يحكم على البشر بالموت وينفذ الحكم دون رحمة ؟ وما هذا الدين الذي أمرك بقتل الأقباط وقت صلاتهم وقتل النساء والأطفال ؟ يا أيها الرسول ثق بأنَّ دعوتك كافره ثق بأنَّك عندما تُخدِر شخص بفكر , ببنج ، بمال ليفجر نفسه فهو لم يَمتْ في سبيل غيرك وثق بأنه سوف يقتص منك أمام الله وثق بأنَّ عِقابك أضعاف عِقابه رغم أنه من قتل ومن فجر نفسه وهذا يُعد انتحار إلا أنَّ الله لا يعمل بقانون مَحاكم الأرض ، فهو المُطلع لا يُريد إثبات ولا دليل ولا أوراق ، ربَّما له نظرة مُختلفة في الحكم على القاتل الذي نفذ دون وعي منه ، ربَّما من فجر الكنيسة نفسه كان لا يعلم ، ربَّما دخل مُكلف بمهمة وهمية ولا يعرف الفخ المنصوب له ومعه حقيبة غير مسموح له بالطبع أن ينظر فيها , ودون أن يَدري تم تفجيره بالريموت كنترول ، ألف ربما وألف سؤال لا إجابة لهم إلا عند الله .
لسنا ضُعفاء ولو وقع أحدكم في يد أم الشهيد لن تقتص منه بنفسها لأنها تخشى الله ، سوف تُقدمه للقضاء وتنتظر حكم القضاء وإن لم ينصفها سوف تنتظر قصاص الله يوم اللقاء ، يا أيها الرسول لا حُجه ولا منطق لديكم ولا دين يقبل فعلكم الخبيث ، ولا إرهابكم قادر على خلق فتنة طائفية بين الأقباط والمسلمين ، ولا ثورة قادمة ضد الرئيس السيسي ، فأنتم بأعمالكم تُزيدوا من قوة العلاقة بيننا وبين الرئيس والعلاقة بين الأقباط والمسلمين ، زيدوا من أهوالكم لَنا ديننا ولكم دينكم ، ولن تنجح لكم فكره ولن تفوزوا بالأرض ولا الدنيا والآخرة لكم فيها جهنم بعون الله .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة