الأخبار

11 ديسمبر 2016

وليد الوصيف يكتب : الرئيس السيسي وتوماس أديسون

وليد الوصيف .


عندما أقروا الصحفيين بعبقرية توماس أديسون بعد اختراعه الذي أضاء العالم ، كان رد العبقري أديسون على هذا : إذا كان ما فعلته يسمى بالعبقرية إذن العبقرية هي 1% إلهام و 99% عمل ، ولذا أنا أرى أن هناك تشابه بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأديسون ولكن بكل أسف .


التشابه جاء هنا في العمل فقط ، نعم السيد الرئيس يعمل بنسبة 99% في الميدان ولكن الفرق الذي بينه وبين أديسون أن الرئيس جانبه اﻹلهام ، ومن ثم يفتقد صفة العبقرية ، هذا الواحد في المائة يعادل في نظري التسعة وتسعون الآخرين بل هو الأهم بما أنه هو الواحد الأول في المائة هو رقم واحد هو الأساس الذي يتم البناء عليه ، هذا اﻹلهام هو الإطار الذي يتم العمل في سياقه ، لا عمل مُجدي دون دراسة وتخطيط وفكره منطقيه تسبقه ، لا أهاجم الرئيس هنا فاﻹلهام موهبة من عند الله لا تُكتسب بالعمل ولا بالخبرات ، لكني فقط أُسلط الضوء على نقطه تستحق التفكير والوقوف أمامها كثيراً .
 الرئيس حقاً مُجتهد ولديه حُسن نية لبناء هذا الوطن ولكنه كمن يسقف بيد واحده ، لا استشاري أمين معه ولا أحد يعمل معه بشكل متوازي ، فكيف تستقيم اﻷعمال بهذا الشكل ؟ ، الرئيس يحتاج لمفكرين في كافة المجالات ، يحتاج إلى فكر اقتصادي وصناعي وزراعي وثقافي ، الرئيس يحتاج إلى مَزيد من الدعم النفسي من قبل الشعب ورجال اﻷعمال والمثقفين والحرفين الوطنين والإعلام بكل أنواعه .
ما فائدة الساقية التي تُخرج مياه غزيرة وتلقي بها في أرض رملية ؟ هذا ما يفعله الرئيس مجهود لن يأتي ثماره طالما ظل هو المفكر والمخطط والعامل ، دوره يجب أن يُفعل كمُشجع للوزارات وداعم لهم ومراقب لكل أعمالهم ، نحن جميعاً نُنهك هذا الرجل وهو في النهاية بشر ، سيادة الرئيس جُهدك ملموس ومحمود وتستحق الشكر عليه ولكنك تجري في دائرة مغلقه وتحاول إنقاذ ما لم ولن تنقذه بطريقة الرجل الواحد ، لابد وأن تُجبِر الجميع على العمل والعطاء ولا تتردد فرض الجزاءات ، مصر تحتاج مليون سيسي لتنهض من هذا المرض اللعين ، دورك المحمود كلما تقدمت فيه خطوة خلفك أباطرة يهدمون خطوات ، العمل والطاقة لديك بنسبة ربما أكبر من أديسون ، لذا يجب أن تعثر على اﻹلهام بأي ثمن لكي تكسب العبقرية الحقيقية عندما تضيء هذا البلد الذي دمره الظلم والظلام .


سيادة الرئيس ليس من الضروري أن تكون قادر على كل شيء ، وليس من الممكن أن تكون إلاه ، وبالطبع لسنا في زمن المعجزات ولا يوجد في الواقع فانوس سحري ، المطلوب أبسط مما ترهق نفسك به ، المطلوب ببساطة رقابة من حديد وقانون له وجود في الشارع المصري يطبق على الوزير والغفير ، المطلوب البحث عن مستشارين على قدر كبير من المعرفة ، المعرفة هي طوق النجاة ، والقانون الصارم هو جواز السفر الذي يسمح بمرور النمو والتقدم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة