وليد الوصيف .
عندما
أقروا الصحفيين بعبقرية توماس أديسون بعد اختراعه الذي أضاء العالم ، كان رد
العبقري أديسون على هذا : إذا كان ما فعلته يسمى بالعبقرية إذن العبقرية هي 1%
إلهام و 99% عمل ، ولذا أنا أرى أن هناك تشابه بين الرئيس عبد الفتاح السيسي
وأديسون ولكن بكل أسف .
التشابه
جاء هنا في العمل فقط ، نعم السيد الرئيس يعمل بنسبة 99% في الميدان ولكن الفرق
الذي بينه وبين أديسون أن الرئيس جانبه اﻹلهام ، ومن ثم يفتقد صفة العبقرية ، هذا
الواحد في المائة يعادل في نظري التسعة وتسعون الآخرين
بل هو الأهم بما أنه هو الواحد الأول في المائة هو رقم واحد هو الأساس الذي يتم
البناء عليه ، هذا اﻹلهام هو الإطار الذي يتم العمل في سياقه ، لا عمل مُجدي دون
دراسة وتخطيط وفكره منطقيه تسبقه ، لا أهاجم الرئيس هنا فاﻹلهام موهبة من عند الله
لا تُكتسب بالعمل ولا بالخبرات ، لكني فقط أُسلط الضوء على نقطه تستحق التفكير
والوقوف أمامها كثيراً .
الرئيس
حقاً مُجتهد ولديه حُسن نية لبناء هذا الوطن ولكنه كمن يسقف بيد واحده ، لا
استشاري أمين معه ولا أحد يعمل معه بشكل متوازي ، فكيف تستقيم اﻷعمال بهذا الشكل ؟
، الرئيس يحتاج لمفكرين في كافة المجالات ، يحتاج إلى فكر اقتصادي وصناعي وزراعي
وثقافي ، الرئيس يحتاج إلى مَزيد من الدعم النفسي من قبل الشعب ورجال اﻷعمال
والمثقفين والحرفين الوطنين والإعلام بكل أنواعه .
ما فائدة الساقية التي تُخرج مياه غزيرة وتلقي
بها في أرض رملية ؟ هذا ما يفعله الرئيس مجهود لن يأتي ثماره طالما ظل هو المفكر
والمخطط والعامل ، دوره يجب أن يُفعل كمُشجع للوزارات وداعم لهم ومراقب لكل
أعمالهم ، نحن جميعاً نُنهك هذا الرجل وهو في النهاية بشر ، سيادة الرئيس جُهدك
ملموس ومحمود وتستحق الشكر عليه ولكنك تجري في دائرة مغلقه وتحاول إنقاذ ما لم ولن
تنقذه بطريقة الرجل الواحد ، لابد وأن تُجبِر الجميع على العمل والعطاء ولا تتردد
فرض الجزاءات ، مصر تحتاج مليون سيسي لتنهض من هذا المرض اللعين ، دورك المحمود
كلما تقدمت فيه خطوة خلفك أباطرة يهدمون خطوات ، العمل والطاقة لديك بنسبة ربما
أكبر من أديسون ، لذا يجب أن تعثر على اﻹلهام بأي ثمن لكي تكسب العبقرية الحقيقية
عندما تضيء هذا البلد الذي دمره الظلم والظلام .
سيادة الرئيس ليس من الضروري أن تكون قادر
على كل شيء ، وليس من الممكن أن تكون إلاه ، وبالطبع لسنا في زمن المعجزات ولا
يوجد في الواقع فانوس سحري ، المطلوب أبسط مما ترهق نفسك به ، المطلوب ببساطة
رقابة من حديد وقانون له وجود في الشارع المصري يطبق على الوزير والغفير ، المطلوب
البحث عن مستشارين على قدر كبير من المعرفة ، المعرفة هي طوق النجاة ، والقانون
الصارم هو جواز السفر الذي يسمح بمرور النمو والتقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة