الأخبار

11 ديسمبر 2016

اسلام المهداوي تكتب : قنبلة الغلاء



اسلام المهداوي .

كل يوم وهو في شأن ، من قال أنَّ ما نحن فيه من غلاء اﻷسعار كله مرتبط والاقتصاد المصري وسعر الصرف ؟ من قال أنَّ مصر فقيرة ؟ ما نراه من تضخم لا يوجد حتى في الدول التي تعيش تحت خط الفقر ، الدول المتدهورة اقتصادياً تزداد فيها قيمة السلع لا شك ،

ولكنها لا تزداد بهذا الشكل الجنوني ولا بهذا الشكل اليومي كما الحاصل لدينا ، كنت أتفهم ما يحدث من تخبط في اﻷسعار أثناء صعود وهبوط الدولار ، وإنما بعد تعويم الجنيه وثبات مُعدلات سعر الصرف لا أرى منطق في تلك الزيادة اليومية ، وما هو المنطق الذي تتعامل به القوات المسلحة إذاً ؟ فهي أيضا توزع سلع غذائية ومعظمها مستوردة والمحلي منها خامته مستوردة ومع ذلك تحافظ على سعر البيع النهائي للمستهلك ، أتفهم أنَّ التاجر لديه مصروفات تزداد عن مصروفات الجيش من إيجارات وأجرة نقل وخلافه ، ولكن هذا ليس مُبرر لهذا الغلاء العشوائي ، هذا قد يجعلني إما أن أشك في جودة السلع التي توزع من قبل جيشنا العظيم ، إما أن أصرخ صرختان ، واحده في وجه تجار الجشع والثانية في وجه الحكومة التي تقف عاجزة أمام هؤلاء ، وأنا بالطبع أميل ﻹما الثانية فجيشنا بما لا يدع مجال لأدنى شك فوق الشبهات ، ولذا أقول يا أيتها الحكومة المرتعشة ، دور الرقابة الحازمة لا يقل عن دور اﻹنتاج الزراعي والصناعي المطلوب ولا يقل عن دور الرئيس في بناء البنية التحتية ولا يقل عن إنجاز قناة السويس ، الرقابة دور أساسي ووطني وربما هذا هو الدور اﻷهم ، الحكومة والرئيس والجيش يسعوا ﻹرضاء محدودي الدخل ، وتُجار الجشع بهذا الشكل تُهدِم هذا السعي ، عليكم بالتصدي لهؤلاء التُجار وتفعيل قوانين العقوبة وإيجاد طرق جديدة للإيقاع بهؤلاء في يد العدالة ، يجب تفعيل الدور المجتمعي بطرق مبسطة وممكنه وليكن الاتصال على أرقام مجانية خلفها من يستجيب ويتعامل بشكل فوري مع البلاغ ، يجب التحرك من قبل وزارتي التجارة والعمل ، والغرف التجارية ، كما نرى في معظم دول العالم ، هناك بلاد مُجاورة وحديثة لا أجد فيها سلعه غير مُسعرة ، ونفس السلعة في أماكن مُختلفة بنفس السعر ولا مسموح برفع سعر السلعة ، ويكون جذب المستهلك عن طريق عُروض أسبوعية ، هذا لا يَحدثُ في هذه البلاد الصديقة بمبدأ الضمير وإنما فقط بمبدأ احترام القانون ، يا أيتها الحكومة قنبلة الغلاء اقتربت على الانفجار والناس تعيش على صَفيح ساخن ، المقتدر يا إن يا حكومة ! فما حال الفقير ومن هم تحت خط الفقر ؟ هذه القنبلة الموقوتة إن انفجرت ، عواقبها سوف تزيد المجتمع فقر وفوضى وإرهاب من أنواع أخرى كثيرة ، تفعيل القانون في جميع دول العالم له ثمار كثيرة وكبيرة من أهمها وأولها رفع الاقتصاد والتنمية ، التاجر يعيش بلا ضمير وبهذا الغلاء سوف نصحو على مستهلك أيضا بلا ضمير ، وفي هذه الحالة لن نحصد إلا الخراب .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة