وليد الوصيف
لا دين على الإطلاق يقبل بكل هذه الدماء ، فلن يقنعني كان من كان بأن
جماعة الإخوان تفعل ما نراه من أجل دين الإسلام ، ومن يقتنع بذلك ما هم إلا عقول
عاجزة عن مجرد التفكير ، أي دين هذا الذي ينادي بقتل الأبرياء من الجيش ، والشرطة
، والمدنيين العزل من السلاح ، أي دين هذا الذي يُحارب من أجل أشخاص أو كراسي أو
مناصب حكومية زائلة لا محالة .
وما هو دين السماحة والعفو عند المقدرة والرضى بالقضاء والقدر ؟ إن كان
هذا هو دين الإسلام الذي أباح إذاقة كل هذه الأرواح الذكية .
يا أيها الإخوان منذ انفتاح أعيننا على هذه الدنيا ونحن نتابع ما يدور
بين فلسطين وإسرائيل ، والفرق بين الدولتان واضح للجميع ، من حيث القوة ، والمعدات
، والدعم ، والنفوذ .. الخ ، ومع ذلك فلسطين باقية وصامدة ولم ولن تقهر مهما زاد
العدو من قوة وجبروت ، لسبب وحيد وفارق فلسطين " على حق " أصحاب قضية ،
يقدرون قيمة الوطن .
فهل تظنون أننا أبناء المحروسة أقل عدد ، قوة ، وطنية ، إرادة ، من أبناء
فلسطين ، هل تظنون أن حجارة فلسطين التي تتصدى لهذه القوة الغاشمة ، أقوى من حجارة
مصر الفرعونية التي شيدت صروح تاريخية بحجم الأهرامات وغيرها ، ألف علامة استفهام
إذا فكرتم فيها وجدتم لها أجوبه سوف تتراجعون وتندمون على كل ما فعلتموه ، وسوف
تتأكدون أنكم تحفرون في بئر لا فائدة منه ولا نهاية لعمقه ، وإن وجد له نهاية فهي
ليس إلا مقابر تُعدُها لأنفسكم ، وهل تظنون أنكم بقوة إسرائيل ؟ إن ظننتم ذلك فهو
متوقع لأنكم منهم ولا تنفذون إلا ما يملا عليكم منهم ، وإن كان بشكل غير مباشر ،
عن طريق دولة مثل تركيا أو دويلة مثل قطر . عودوا فأنتم تسعون لتدمير وطن له عليكم
أفضال لا حصر لها ، تسعون لتدمير وطن قادر أن يسحقكم أنتم وحلفائكم ومن يدعموكم .
الشعب المصري في 30 يونيه ، لم يختار رئيس للبلد ولكنه اختار فارس شجاع لا يَهب الموت نفسه ، فارس مُقاتل وطني على أتم الاستعداد لعمل
المعقول وإلَّا معقول من أجل حماية الجميع في هذا الوطن " جيش وشعب وشرطة " ولابد وأنك تعلم وعلى يقين أن
الشعب نَصَبك رئيس مِن قبل حتى الانتخابات ، نعم يا سيادة الرئيس هذه الحقيقة ، لن
نختارك بناءاً على برنامجك الانتخابي ، اخترناك قبل أن تُرشح نفسك ، كل هذا حدث
لأننا لمسنا في ملامحك الوطنية ، وضعنا صورك ببرنامج فوتوشوب في صوره واحده مع
الأسد ، لأننا بالفعل رأيناك : أسد تَهاب الله ، تُحب الوطن والشعب ، لا تَهب
العدو ، تكره كل أنواع الإرهاب ، وقادر على قهره والقضاء عليه لا التصدي له وحسب ،
سيدي الرئيس نحن لسنا في مواجهة إرهاب داخلي ولا مواجهة جماعة الإخوان فقط ، بل
نحن نواجه قوة إرهابية كبيرة ، استغلت حب الإخوان للمال والسلطة ، ولعبت بهم
بالطريقة التي تتناسب زعمهم ، واستخدمتهم أحط الاستخدام ، لتُقضي عليهم ، وعلى مصر
، وعلى ما تبقى من الدول العربية .
أظن أنك أعطيت لهم فرص كثيرة ، وتعاملت معهم أنت وكل مثقفين الأمة بالحُسنة
، والدعوة ، والفكر ، والقلم ، والخطاب الديني ، وكل هذا دون جدوى .
حان الآن موعد أذان الحرب على الإرهاب ، موعد خطاب التحذير الأخير والقوي
، خطاب الثائر الغاضب على حال ، البلاد ، والعباد ، والدم الذكي المهدر ، ودموع
الأسر والأمهات ، لا تأخذك بهم رحمة ، لا تتعامل بالقانون مع من لا يحترم القانون
، تعامل معهم بالقانون الذي يتعاملون معنا به " العين بالعين " يا سيادة
الرئيس ، نحن لسنا في حاجة إلى خطاب عاطفي ، ولسنا في حاجة لأي موساه ، ولم نطالب
بحماية الشعب فحسب ، بل نطالبك بحماية الجيش والشرطة فهم أعمدة الشعب وخير جنود
الأرض ، لن نفرح بموتهم فداءنا بل بالعكس الحزن عليهم يتضاعف ، حذر مرة أخيرة
وتوكل على الله وتعامل مع من لا يستجيب منهم ، لقنهم درس مصري ، وأنقذ الأمة كلها
من هذا الإرهاب الأسود ، مقابل المواطن أو الجندي أو الشرطي عشره منهم فنحن أقوياء
ولا شك في هذا ، فلماذا نظهر لهم ولحلفائهم أننا ضعفاء ، لن تبقى مصر إلا بالقوة
فنحن نعيش حقيقة لا جدال فيها تسمى " عصر القوة " وهم جبناء لا يحتاجوا
إلا دليل على قوتنا ، لكي يختاروا عدل القانون طوعاً ، بدل من مقصلة الرصاص المؤدي
بحياتهم إلى جهنم ، ونحن خير جنود الأرض لا نَهب الرصاص ، بالأخص إذا كان مؤدي إلى
الجنة ، فالاستشهاد بمقابل أفضل من الاستشهاد دون مقابل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة