الأخبار

13 مارس 2015

الفراق والوداع المر

وليد الوصيف 
أستحلفكم بالله أن تدعو لهذه الفتاة بالجنة (المرحومة / سمر جمال عبد العزيز ) فهي مثل أختي تماما ، هي بنت لأب غالي على قلبي ، أرجوكم ادعوا لها من قلوبكم ولكم مثل الدعاء إن شاء الله ، كتبت هذه الكلمات لكي تكون حسنة جارية لأختي سمر ، وأتمنى من الله أن يكون قبرها روضة من رياض الجنة ،
أللهم أغفر ذنوب سمر جمال عبد العزيز وبدل سيئاتها حسنات ، أللهم بدلها أهلا خير من أهلها وأسكنها أعلي مراتب الجنة ، أللهم زوجها في الجنة وأجعل لها قصر يجري من تحته الأنهار ، أللهم ارحم ولديها وأهلها وألهمهم الصبر والسلوان ، أمين يا رب العالمين .
وعن لسان الأب الغالي المحترم الحاج / جمال عبد العزيز
أكتب التالي :
ابنتي التي حملت اسمي عشرون عاماً ابنتي التي انتظرت رؤيتها عروسة في كوشة مرتدية الطرحة البيضاء وحولها عيون مليئة بالفرحة وأصوات الزغاريد والطبل عشرون عاماً ، ابنتي التي تمنيت أن تعطي اسمي البقاء بعد رحيلي ، ابنتي التي تخيلتها وهي تبكي يوم رحيلي وتلملم التراب فوق قبري ، ولن أتخيل يوماً أنني الذي أبكي عليها والملم التراب على قبرها ، هي التي تغربت سنين من أجلها لكي أوفر لها كل ما تتمناه ، لكي أكون لها طوق النجاة من هذه الحياة ، ولكن القدر أقوي مني ، من يوم ميلاد سمر وأنا أعيش الفرحة لمجرد أنها موجودة في حياتي ، كانت هي سبب الفرحة لقلبي لمدة عشرون عاماً ، لكم أن تتخيلوا فراق صاحبة فرحتي كل هذه الأعوام ، لا أتحمل وصف مأساتي ولكنها فوق كل الأحزان ، كانت تعود الفرحة مهما كانت أحزاني بمجرد أن أسمع نبرات صوتها في غربتي عبر التليفون ، فهي كانت البهجة والفرحة والسرور ، كانت الوردة البيضاء ومعاني الرقي والصفاء ، كانت شمس تُضيء أيامي ، كانت مستقبلي وأحلامي وآمالي وكل شيء في الحياة ، هي الوحيدة التي لم أتردد لحظة واحدة في تلبية رغبة لها ولو كانت الرغبة هي الباقي من عمري ما ترددت ، وكانت هي أيضا الوحيدة التي كانت تتسبب في أشد ألامي إن علمت بشوكة في إصبعها ، فما بالكم بأنني علمت عن رحيلها في غربتي ، وصممت على الرجوع لبلدي في نفس اليوم رغم شدة الخبر الذي كان وسيظل أبشع ما سمعت في حياتي ، الذي كان وسيظل أكبر شوكة في قلبي وحلقي لكني عودت لكي أرها وأقبلها قبلة الوداع ، وأقول لها إن لله وإن إليه راجعون ، وهذه سنة الحياة .
وأقول لها وللجميع أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة ، وأن لكل أجل كتاب فأنا حزين على بنتي وكبدي سمر ، ولكني مؤمن بالله ولا اعتراض علي حكمه وأدعو لها بالجنة ، وأرجوكم كل الرجاء أن تدعو لإبنتي سمر بالجنة ، هذا رجاء من أب ماتت الفرحة في حياته ، وسوف تعود الفرحة له بالدعاء النابع من القلب لإبنته سمر .

أتوسل إليك يا رب أن تدخل المرحومة سمر جمال عبد العزيز جنات تجري من تحتها الأنهار ، هي ووالديها والمسلمين جميعاً ، وكاتب هذا الرثاء ، وكل من كتب لها دعاء ، أو قال لها دعاء من قلبه ، أمين يارب العالمين ، اللهم أدخلها الجنة برحمتك ورضاك وتقبل الدعاء منا لها ولنا ولوالديها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة