الأخبار

10 مارس 2015

خادم الحرمين "عبدالله" ملاك في صورة بشر


وليد الوصيف
التاريخ لا يرحم ولا ينسى ، ومن الواضح أن عائلة "آل سعود" في المملكة العربية السعودية أيقنت هذه الحقيقة وأمَنت بها ، منذ الاستقلال ، ومن أول لحظة رفرف فيها العلم السعودي على أرض المملكة ، عائلة استطاعت أن تحول بصدق وحب ، حالة رفض النظام الملكي إلى نظام مقبول أكثر من النظام الجمهوري ، عائلة استطاعت أن تُثبت ، أن هناك فوارق كثيرة وكبيرة بين النظام الملكي البائد ، المستبد ، والنظام الملكي المتحضر ، والمعاصر ، عائلة خلقت نظام ملكي معاصر يعمل بقوانين ودساتير ، نظام استطاع أن يحافظ على : الأرض ، والثروات ، والمواطنين ، والتعليم ، والصحة ، والرياضة ، والأمن ، والأمان ، والتواصل مع جميع
المُجتمعات وجميع الأنظمة ، وليس التواصل وحسب بل استطاعت عائلة "آل سعود" أن تصنع لنفسها وللمملكة مكانه قيادية ورائدة في الوطن العربي ، استطاعت أن تقف في مصف الدول المتقدمة ، والصفوف الأولى في مواجهة كل أنواع الإرهاب والفساد والتطرف ، كانت النظم المَلكية البائدة تُجبر المواطن على حب الحاكم رغم استبداده وجبروته ، أما اليوم أصبح المواطنون والمقيمون يعيشون في حرية تامة ويعبرون عن مشاعرهم بصدق .
 في أول أسبوع من تولي خادم الحرمين شئون البلاد لمحت فرحة عارمة ترقص في عيون المواطنين ، تخيلت أنها مصطنعة ، ولا بديل لها في بلاد الأنظمة المَلكية ، سألت صديق سعودي ، هل هذه المشاعر الجياشة وهذا الحب الظاهر ، موجود في الباطن أم هو ظاهر ليس له بديل لديكم ؟ كان سؤال استكشافي لما يدور حولي ولما أراه ، ليس الغرض منه قلب نظام الحكم ، أو اعتراض على الأنظمة المَلكية ، لأني باختصار مؤمن بأن شعوب الأنظمة المَلكية في نعمة يجب عليهم أن يحافظوا عليها ، فهم في نعيم ورفاهية غير متوفرة لبلد بحجم وعظمة "مصر" على سبيل المثال ، فكان الرد بشكل تلقائي واضح " الجنين في بطن أمه بيحب الملك عبدالله " رد وافي كافي بليغ لمست أنه رد من مُحب صادق ، عشت سنين طويلة على هذه الأرض ، ومع هؤلاء البشر ، في ظل هذا النظام الملكي ، لن أرى إلا قانون عادل ونظام صارم من أجل المواطن والمقيم والأمن والأمان ، ليس من أجل عظمة وسلطة وكبرياء .
وإذا رجعنا لتاريخ كل ملك اكتشفنا أن البذرة طيبة والفروع أصيلة ، اكتشفنا أنهم جميعاً مُحبين لهذا الشعب ولهذه الأرض ولهذه الأمة ، اكتشفنا أنهم يحافظون على الوطن والدين لا المناصب والنفوذ ، نعم عائلة أيقنت بأن الدوام لله ، وأن العمل الطيب هو الباقي ، وأن القبر لا يسع أكثر من الجثمان ، وأن دعوة مواطن بالخير عن ظهر الغيب للحاكم أبقى من ثروات الدنيا ، استوعبوا كل هذا فكانوا جديرين بكل هذا الحب والتقدير ، من أبناء الوطن والمقيمين ومن كل أبناء الوطن العربي ، ومن ينكر مساندة المملكة العربية السعودية في تاريخ كل حكمها ، لمصر ولكل الوطن العربي فهو قد ظلم نفسه ، وحكمه باطل وظالم ، ولن يضلل التاريخ ولن يزيفه ، فالتاريخ شاهد ولا يُكتب إلا بحروف ذهبية ثابتة لا تقبل الحذف أو التبديل أو التعديل .
خادم الحرمين المغفور له بإذن الله "عبدالله بن عبد العزيز بن آل سعود " كان ملاك في صورة بشر ، كان دائماً حريص على زيارة المريض ، مهتم بالأطفال ، كان حريص على تقديم هدايا قيمة للأطفال وبشرط أن تتناسب عمر الطفل ، كان حريص على تطوير البنية التحتية ، تولى شئون البلاد وكانت الجامعات لا تزيد عن سبع جامعات ، وفي مسيرته على مدار عشر سنوات أستطاع أن يجعلهم ثلاثون جامعة حديثة متطورة ، لحرصه على تعليم المواطن وتنمية وعيه وثقافته ، تصد بكل قوة للإرهاب والتطرف ، ولكل المؤامرات التي دبرت للملكة أو لأي أرض عربية ، تصد للحوثين من منطقة الطوال "جازان " جنوب السعودية بكل حكمة وقوة وإرادة ، احترم القانون وجعله الحُكم ، والقاضي هو الحاكم به .
قامت بيني وبين ضابط برتبة كبيرة مَشده كلاميه كبيرة ، وصلت إلى محضر شرطة وتحولت للقضاء ، انتبتني صدمة وحالة قهر وكرهت الغربة وشعرت بالضعف والخوف ، فأنا غريب ونفوذ الضابط أظن أنها كثيرة ، وكبيرة ، والسفارة المصرية يدك منها والقبر ، وقعت في حيرة ، كيف أخرج من هذه القضية وبالأخص أني ويعلم الله على حق ، واستحق الشكر لا العقاب ، قررت وتحركت بتوجيه من الأستاذ عبودة البرغوتي مدير تحرير مجلة موبايل ترند ، الذي قال للضابط بالحرف " هذه البلد يحكمها عادل ، وفيها قضاء عادل ، وبما أننا على حق ، فنحن أقوى منك في بلدك ، بالقانون" وبالفعل حرر البرغوتي مذكرة للأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان ، وقدمتها أنا بنفسي بما أنني الملوط بالقضية ، وإذا تحدثت عن رددت فعل الأمير محمد فحدث ولا حرج ، قمة في التقدير والاحترام ، تناول المذكرة بشكل مهتم ، بشكل مسئول لا يقبل الظلم والإهانة لأي أحد ، وعندما قرأ في أخر المذكرة أن القضية تنظر أمام المحكمة ، قال لي إذا كنت صادق فيما كتبت ، فالقضاء سوف يعطيك حقك ، لمست احترام الرجل للقضاء ، وثقته العمياء في أن القضاء لن ينصر إلا الحق والحقيقة ، وكما ظن قد حدث ، عندما وقفت أمام قاضي عادل ونظر القضية ، وسمع لأقوالي وأقوال الخصم والشهود ، أمر بتأجيل الحكم في القضية ، ولكني سألته أن يطمئنني فقال لي باللهجة المصرية " حط في بطنك بطيخة صيفي " بشكل مرح ومُريح ، لثقته في نفسه وأمانته وإمكاناته وعدله ، وعندما لمس شكي وخوفي بما أنني غريب ، قال لي سوف أعطي لصاحب الحق حقه ولو كان كافر ، فما بالك بأنك مسلم وابن مصر أم الدنيا ، وانتهى الحكم بالبراءة ورد الاعتبار ، من هنا تأكدت أن القانون في المملكة ، لا يعرف طريق العنصرية ، والرشوة ، والنفوذ ، والمحسوبية ، وأن هذا البلد آمِن طالما يحكمهُ عائلة "آل سعود" .

وبعد وفاة خادم الحرمين ، تأكد لي أكثر أن هذا الشعب صادق في حبه لهذا القائد الحكيم ، الفاتحة على روح خادم الحرمين " عبدالله بن عبد العزيز بن آل سعود " رحمه الله .      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة