وليدالوصيف
إذا قارنا مُقارنة بسيطة بين الحريق الذي شب في قاعة المؤتمرات هذا الأسبوع ، والحريق الذي شب في مركز دكتور محمد غنيم للكلى بالمنصورة عام 2009 م ، سوف نرى أن حريق قاعة المؤتمرات أبا الإطفاء إلا بعد تحويل القاعة لخرابه وأصبح المكان بعد إطفائه وكأنه ميداناً لحرب مدمرة ، ورغم تعامل الجهات المختصة مع إطفاء الحريق إلا أنه استغرق ساعات طويلة ، أما حريق مركز الكلي لمن يتذكر تم السيطرة عليه بشكل غير مسبوق ، رغم أن السيطرة علية تمت بجهود العاملين في المركز من أطباء وممرضين وفنيين ، ومع ذلك تم إخلاء 104 مرضى في أقل من عشر دقائق ودون وقوع إصابات بين المرضى أو العاملين بالمركز ، هنا نكتشف أن هناك فرق كبير بين المنظومة الإدارية هنا وهناك .
أنبوبة الغاز : هل هي مشكلة حكومة أم مشكلة شعب بأكمله ؟ لا تتسرع في الرد ولا تظن أني هنا في مقام محام يدافع عن النظام ، ولكن من يقف في المشهد ، ومن يُفكر بمنطق المحايدة سوف يكتشف وجود الخلل ، سوف يَعلم أن الشعب هو المُدان الأكبر ، ومن بعده منظومة الإداريين الصغار معدومين الضمير الذين تربوا على الرشوة واختراق القوانين ، والذي وعد السيد الرئيس قبل توليه الحكم أنه سوف يعمل على تنظيف البلد من هؤلاء المفسدين الواقفين في وجه كل تتطور وتقدم في هذا البلد ، هذا الأسبوع شاهدنا سيل من الطوابير أمام مستودعات الغاز ، شاهدنا رب الأسرة المُسن ينتظر دوره أمام المستودع بما يزيد عن عشر ساعات ، تبدأ هذه الساعات من الثانية صباحاً تقريباً ، والأدهى من ذلك أن هذه الساعات تنتهي دون الحصول على اسطوانة الغاز ، بسبب موظف فاسد ، يعطي الغاز لشباب يعمل في السوق السوداء ، ويحصل الرجل المُسن على اسطوانة الغاز من أمام باب المستودع من شباب مافيا السوق السوداء بقيمة ثلاثون أو أربعون أو ستون جنيهاً "كله حسب شاطرته "بدل ثماني جنيهات ، هنا أيضاً نكتشف أن السبب هو فساد المنظومة الإدارية ، وصمت الشعب على الموظفين الفاسدين والقبول بالشراء من هذه المافيا الذي يعد تشجيع لهم .
رغيف الخبز : هذا الذي كان مطلب شعب في ثورة يناير ، كان يباع للأقارب ، والمطاعم ، وأصحاب النفوذ ، وأصحاب الوسائط ، ولمن يدفع رشوة ، للخباز أو لأصاحب المخابز ، عندما تم توزيعه ببطاقة ، ماذا حدث ؟ تجده متوفر في كل المنازل بشكل يكفي البشر والطيور .
الرئيس في كل خطاباته ينادي بالعمل ، وأنا أقر بأن هناك سبعة ملايين موظف يعملون في المنظومات الإدارية ، منهم مليون له منا كل التقدير والاحترام ، ومنهم بكل أسف ستة ملايين يجب أن يصل لهم إنذار ومن لا يتقي الله في هذا الوطن يجب أن يفصل ويقدم للمحاكمة ، ويتم التفتيش على ثرواتهم ومعرفة مصادرها ، كما وعدا السيد الرئيس من اللحظة الأولى ، يا سيادة الرئيس ستة ملايين يقفون عقبة في التقدم ، ستة ملايين يشكلون داعش من نوع أخر وأخطر على هذا البلد ، ستة ملايين يتسببوا في شقاء شعب بأكمله ، ستة ملايين إن تم إقالتهم حالاً ، فهم يملكون من الأموال ما يغنيهم عن الوظيفة ، يملكون أموال تكفي لفتح مشروعات خاصة لهم ، ويحل محلهم ستة ملايين من العاطلين المطحونين في هذا البلد ، سيادة الرئيس انقذ هذا البلد من هؤلاء المفسدين ، اضرب " عصفورين بحجر واحد " .
أيها الشعب لبي نداء السيد الرئيس ، العمل ثم العمل ثم إعلاء مصلحة الوطن فوق مصالحكم الشخصية ، وإلا سوف نكتشف أن الرئيس يحرث في البحر ، ويزرع ثمارًا لا تؤتى أكلها ولو بعد حين !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة