بقلم : وليد الوصيف .
الثورة
المصرية جاءت لإعادة ميلاد مصر وهيكلتها من جديد بتاريخ جديد وصورة جديدة ، واتفق
الشعب على أن يكون 25 يناير لعام 2011 م . هو تاريخ الميلاد الجديد الذي يدهس الذل
والقهر والفساد ، التاريخ الذي لا يُقبل القهر بعده ، ولا ولاء إلا لمن لديه ولاء
وحب لهذا الوطن بعده .
واستطاع
الشعب العريق تحقيق النصر وإرجاع الهوية المصرية والكرامة المصرية في أيام معدودة
، استطاع خلع النظام الوطني اسماُ فقط بلا معنى وبلا أدنى انتماء لهذا الوطن في
أيام قليلة جداً لا تُذكر في تاريخ الثورات العالمية ، أي أن الشعب استطاع خلع
النظام
في مدة بسيطة جداً لكي يؤكد للعالم أنه هو الشعب الفريد من نوعه والقادر
على التحدي وعلى تحقيق رغباته في أقل مده يشهدها العالم ، أنه شعب تحقيق المعجزات
والإنجازات ومعجزة ثورة يناير ليست الأولي ولا الأخيرة بعون الله من ناحية السرعة ،
فمصر حافلة بالإنجازات ومنها حرب أكتوبر التي أنهاها الجيش المصري بالنصر في ستة
أيام فقط .
استطاع
الشعب أن يُقضي على نظام فاشي وضيع لا يعرف شيء عن الرحمة ولا الدين واستطاع أن يحول
مساره من النقيد للنقيد ومن حال إلى حال ومن القصور إلى السجون ومن العظمة والكبرياء
إلى الذل والانكسار ، ورغم إتمام كل هذا في أيام معدودة إلا أن المرحلة الانتقالية
أخذت وقت طويل لحد أنهك الاقتصاد والمواطن المصري ، بسبب الصراع أيضاً على الكرسي
والمنصب ، وهذا ما جعل الشعب في الأخير يمرر الكرسي لصالح الإخوان المسلمين خوفاً
على البلاد من تدهور اقتصادي حتماً يلاحق الثورات ، وتم اختيار الإخوان المسلمين
لعدة أسباب الكل يعلمها منها على سبيل المثال وليس الحصر أن المرشح الخصم كان حوله
من الشبهات ما يقلق الشارع المصري بما أنه كان من أطراف النظام الوطني السابق ،
وأن المرشح ألإخواني ينتمي إلى جماعة مُنظمة تعمل على حشد الناخبين بشكل مدروس خُدع
فيه الشعب ، تصور الشعب أنهم منظمون ومن المُمكن أن هذا النظام سوف يصُب في مصلحة
الجميع في المستقبل ، وتم تسريب تهديدات من قبل الجماعة بأن فوز شفيق وخسارة مرسي
سوف يؤدي إلى مجازر وثورة جديدة وشهداء جدد ، هذا ما جعل الشارع المصري يمرر هذا
الفوز المشكوك فيه لصالح الإخوان خوفاً على مصالح البلاد ، وإعطاء فرصة للإخوان
الذين تغنوا بالظلم والقهر والاعتقال وحبهم للبلاد سنوات عديدة ، وكلنا تمنينا لهم
التوفيق واجتياز الاختبار وانتهاز الفرصة وأن يكسبوا الشارع بأعمالهم رغم ثقتنا
أنهم عاجزين على إدارة البلاد ، وبالفعل ثقتنا كانت في محلها وسرعان ما كشفت
الإخوان عن وجهه الحقيقي وتعاملت مع الشعب بشكل وحشي كما لو كان بينهم وبين الشعب
ثأر قديم ، ولكن ما أؤكد عليه بأن هذا كان متوقع وأكثر ، ولا يسبب صدمة أو مفاجأة
للشعب المصري ، بل بالعكس هو أكد شكوك الشعب وساعده على قبول فكرة أن الرئيس مرسي
مجرد " رئيس مؤقت " .
أثناء
الانتخابات الرئاسية كان عدد الإخوان لا يتجاوز خمسة ملايين ، ولو فعل الدكتور مرسي
ما وعد به بعد تبوؤه المنصب أو تعامل مع الشعب ببساطة وصدق ، كان كسب الشارع في صَفه
ورفع عدد الإخوان لأكثر من عشرين مليون عضو ، ولكنه بما أنجز خسر الشعب بأكمله فيما
عدا عشيرته وأهله وناسه رغم أن بعضهم انضم لصفوف الشعب والمعارضة ومن لا ينضم منهم
قريباً جداً سوف ينضم جبراً لدرب الفلول ، ولا رجعة من الزج بالنظام الحالي إلى
خليلة النظام السابق في السجون لأنه على شاكلته ويخطو خُطاه فالوطني كان اسمه وطني
ولا يوجد لديه وطنية والتيار الإسلامي اسمه تيار إسلامي وأشك أنه يعلم شيء عن
الإسلام والله أعلم . وسوف يثور الشعب قريباً جداً ولن يهدأ إلا بعد إنجاز المهمة
وبنفس السرعة في أيام معدودة ، وسوف يقضي على النظام وسوف يرحل نظام الإخوان بلا
رجعة فهم كشفوا عن حقيقتهم ، والشعب مرر لهم المنصب ليلتقط أنفاسه ولكنه اكتشف بأن
هذا النظام يعمل على قطع أنفاسهم وقطع نورهم وقطع مياههم ، فتأكد الشعب أن لا حل
غير ميلاد بتاريخ جديد لمصرنا العظيمة ولا خوف من العواقب ولا انقطاع للأمل ، ولذلك
فأنا أطالبك بألا تطمع في أن تكون أكثر من " رئيس مؤقت "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة