بقلم : وليد الوصيف .
أنا أصغر بكثير من أن أكون حرف في كتاباته
، عاجز على تسطير سطر يصف قدراته ، قلمه لا يقل أهمية وقيمة عن أهمية جمعة الشوان ورفعت
الجمال ، في دروس الوطنية والتضحية المجردة من أي أطماع شخصية ، نضاله مزيج من صحيح
عمر المختار وجيفارا وعبدالله النديم ، عطاءه بلا حدود وبلا مصلحة وبلا شروط ، ولا
شيء يصف قلبه وحبه ووفاءه وصموده وأخلاقه ، لولا الحظ لحل محل نجيب محفوظ وطه حسين
ويحي حقي والعقاد ، عندما تبحث عنه في الدين فهو موجود ويستطيع النقاش مع أعتى
الشيوخ ومراجعتهم وإقناعهم ، مهاجم شرس لكل من يتطاول
على الدين ، فهو ابن لشيخ عظيم وعدو لجهلاء الإخوان ، تبحث عنه في الليبرالية تجده القاموس المطلوب لحل لغز الليبرالية لدى الكثير وفك شفرة الجدل حولها ، في العلمانية والشيوعية والقبطية واليهودية والاشتراكية موجود بوعيه الثقافي وتطلعه وتنبئة وإدراكه ، هو الموجود في معظم شئون الوجود بالحكمة والمعرفة .
على الدين ، فهو ابن لشيخ عظيم وعدو لجهلاء الإخوان ، تبحث عنه في الليبرالية تجده القاموس المطلوب لحل لغز الليبرالية لدى الكثير وفك شفرة الجدل حولها ، في العلمانية والشيوعية والقبطية واليهودية والاشتراكية موجود بوعيه الثقافي وتطلعه وتنبئة وإدراكه ، هو الموجود في معظم شئون الوجود بالحكمة والمعرفة .
هو ابن لقرية صغيرة الحجم كبيرة الإنتاج
" الدراكسه " تعليمة من أبو بلاش ، لا أظن أن تعليمه بالكامل كلف أهله
مادياً أكثر مما يصرف في هذا العصر على طالب أولى ابتدائي ، ولكنها الإرادة التي
جعلته يأتي بشهادة ترضي والديه وتعطي الجدار منظراً جديداً وتساهم في العثور على
وظيفة تساهم في المعيشة التي لولا صعوبتها لكانَ مجدي يعقوب أو عالم أنقذ البشرية
بعلمه ، ولكنه اكتفى بكلية التجارة ، هذا لشغفه بالنضال والكتابة والقراءة في كل
علوم الدنيا والدين ، وشغفه برحلة عظيمة وشاقه حول العالم من داخل غرفته من خلال
مكتبته الغنية بكل ما يشتهي العقل ، وشغفه لجمع القليل من المال ليحوله إلى كتاب
بين يديه .
تبنى الكثير من أبناء بلدته ثقافياً ، خرج
من تحت يده أطباء وشعراء وكتاب وصحفيين ومعلمين ، لم ولن يبخل حتى اليوم في تقديم
المعلومة السليمة ، يشعر بسعادة غامرة عندما يرى إنتاج من علمهم ، يشعر دائماً أنه
المسئول عنهم ثقافياً وأدبياً ، يتابع خطواتهم منذ سنوات بشكل ملحوظ ، يقدم لهم
الدعم والنصح والتصحيح والتشجيع والأمل ، ولن يكتفي بهذا الجيل فقط ، فهو الأن
يتابع أبناء هذا الجيل ، هل كان لهم حظ من
هذا الميراث الأدبي أم سالكو طريقاً أخر لكي تقف رسالته الأدبية عند الجيل الذي
تبناه بشكل مباشر ، ولكنه اكتشف أن البذرة التي غرسها امتددت للجيل الثاني والثالث
فلم يكتفي بالفرحة ولكنه قرر أن يقف خلف الجيل الجديد لكي يدعمه بكل ما يملك
لإيمانه الراسخ أن عجلة الإنتاج لن تتقدم إلا بالعلم والمعرفة وأن هذا الجيل لابد
أن يتغذى بالكثير مما في جعبته ، لأنه هو الوسيلة الأهم في نقل رسالته العظيمة إلى
الأجيال القادمة ليضمن الرقي والتقدم لأبنائنا ولهذا الوطن .
ما تم سرده هنا لا يفي هذا الإنسان حقه
وأظن أن السبب هو عجزي وعجز مفرداتي أمام هيبته وعلمه وثقافته وخوفي من اعتراضه
على ما خطه قلمي من القلب ، فهو لا يريد من أحد جزاءً ولا شكورا ، والشكر الوحيد
الذي ينتظره هو نجاح الجيل الذي تبناه وأن يفخر بهذا الجيل .
من هو هذا الإنسان المُعلم الذي يستحق صفة
الإنسان بجداره ؟ هو الأب الرائع والفارس والمناضل الأستاذ " مأمون الشناوي "
ابن الدراكسه - مركز منية النصر – محافظة الدقهلية .
في مساحة أضيق من إمكاناته أنتج الكثير
أنتج مالا يقدر عليه كُتاب لهم عمود يومي في صحف عملاقة ولهم كُتب ومراجع توزع في
أنحاء المحروسة ، فلما نبخل على جيل هذا الوطن أن يتعلم من هذا الإنسان أصول الأدب
والعلم ؟ لماذا لم نستفيد من هذا المثقف الواعي والمتمكن لكي نستطيع إنتاج جيل
أمين في نقل رسالته النبيلة ؟
وإن كان الكاتب شغلته أعباء الحياة عن
البحث عن وسيلة أسرع في الانتشار ، أو الحظ أصبح يعطي فقط أنصاف المثقفين ، إذن
يجب طرح هذا السؤال الذي ينتظر الإجابة من أصحاب القرار والذي يحمل الحل الوحيد .
لماذا لا تبحث الصحف عن الكاتب ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة