بقلم : وليد الوصيف .
منذ أعوام قليلة في بلدتنا لم نكن نسمع عن قيام ثورة أو انتفاضة في
البلد الواحد ، كنا دائماً نسير في تدفق مُستمر حول الاستقرار وأمن الدولة ورعاية
شبابنا وتربيتهم وكنا نحرص على العلم وكيفية التنشئة السليمة لشبابنا وفتياتنا .
فكانت إذا أقبلت علينا نتيجة الثانوية العامة في سنة من السنوات تهتز
لها كل قرية وكل مدينة ونرى الاهتمام والذعر وننتظر سماع الدرجات ونقول ابن فلان
حصل على درجة ما ، وابن فلان حصل على تلك الدرجة ولكن ، ما الذي تغير علينا الآن أو آسفا الذي تغير علينا
منذ سنوات ، لن أقول كما يقولون أننا انتهكنا وسلبت منا حقوقنا منذ ثلاثون عاماً
كما يقول البعض لا إنها ظاهرة طارئة ظهرت في وقت كانت العولمة هي
كل سبيل للتحضر
والرقي دون النظر إلى أي نوع وأي مدى نصل إلى حد العولمة ، نأخذ أفكار ونروج ونشيع أفكار أخرى ليس لها مصداقية
ولاشيء من حد المعرفة التي نسعى إلى تحقيقها ، فأصبح البعض يقلد حباً في التقليد
وليس غاية في المعرفة ، فأصبحنا نرى مثلاً شبابنا يرتدوا قميصاً مقذذ الشكل ويقول
أنه ماركة وبسعر باهظ لأنه مستورد وأيضاً يرتديه
مايكل جاكسون ، ونأخذ فكرة مثلاً ليس لها أساس من الواقع في بلدنا ولا تتفق
مع قيمنا ونطبقها لكي يكون لدينا غزو ثقافي ولكنى أرى أن العولمة شيء جميل بالمرة
ولكن ما يتفق وقيم مبادئنا وهويتنا وما يتماشى مع بلدنا وأن نستغلها في العلم
ويصبح غزو علمي وليس غزو ثقافي بمفهومه الخاطئ أن يؤخذ كل ما هو سيئ وجميل ، لأن
من المستحيل أن توجد عادة أو طبع أو فكرة غربية تتماشى مع فكرة شرقية ، فمثلاً
نأخذ من العلم قضية ونتبناها مثل فكرة الخلايا الجذعية .
أعلم أنني لا أضيف جديد في
كل ما أذكره بالمرة ولكن ما أقصده أني أرى أن كل ما توصلنا إليه من نزاعات في
البلد الواحد في أقطار أمتنا العربية وبلدنا على وجه الأخص بأسباب خطأ في فهم
العولمة فرئيسنا السابق وحاشيته قلدوا
الغرب حتى في مناصب الدولة وحقوقها وممتلكاتها كادوا أن يحولوها لأنفسهم أولاً قبل
أن يفكروا ما الذي تصبح عليه بلدتهم فهم كانوا يحلمون بمملكة تشبه أي دولة سائرة على
النظام الملكي فكانوا يبنوا ويشيدوا مئات القصور والأراضي لحسابهم مطمئنين بالخلد
الدائم لهم مستخدمين سلاحهم وهي الديمقراطية المقنعة فبعد أن كشف الحجاب وتحرك
البعض تحرك الشجعان ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ظهر ما ظهر
وبطن ما بطن واندست القلة وفازت الكثرة ، وبعد الفوز الغير مستحق للإخوان المسلمين
تمنينا أن نرى الإسلام يغير وجه الشارع المصري ويغير أحوال المواطن المطحون ولكننا
رأينا ما توقعنا " تغيرت الوجوه والنبض والنهج واحد " بل أسوء وأحط ولكنه
يتسم بالكوميدية في كثير من الأحيان وبالطبع الإسلام بريء من أفعالهم ومنهجهم
ولغتهم الركيكة المنحلة التي أبرز ما فيها الصوابع والإيحاءات الجنسية وسن الزواج
عند الآنسة والختان وراقصات الباليه وكأن مشاكل مصر اختصرت فيما سبق ذكره وأصبحنا حائرين أهي سلطة يحكم بها ولي عادل في
الأرض ؟ أم " سلطة تنهب لكي تحقق غاية لمن يمتلكها ؟ " " رحم الله مصر وأهلها "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة