بقلم : وليد الوصيف .
عندما
يُكتب عليك أن تَجلس مع شخص مُنتمي للتيارات الإسلامية ومُؤيد لحكم الإخوان تجد
نفسك دون سابق نية للحوار في السياسة اختطفت لحوار سياسي حول مرسي وعشيرته ، وتشعر
بأن هذا الشخص بمبرمج على خاصية الترويج لكل الشلة دون أي استثناء ، وتكتشف أن
وجهة نظره أنه ُ لا غُبار على أي شخص يحمل وسام الإخوان ، والغريب كلما حاولت أن
تخرج من الحوار لحوار أخر حفاظاً على شعوره وحفاظاً على ما بينكم من سابق معرفة أو
صداقه تجده يؤكد لك خاصية البرمجة بإصراره المُميت على إقناعك بالجماعة وأفكارها
رغم ضعف حجته ورغم معلوماته شبه المعدومة
عن تاريخ الجماعة وعن السياسة وعن الوطن
ولا أعلم غباء أم سذاجة .
وبعد
قليل من الوقت يبدأ الاستفزاز في تخدير مشاعرك تجاه صديقك وتحريك عروق الوطنية
بداخلك والاستعداد للخوض في حوار سياسي شامل متحضر ومنطقي ولكنك سرعان ما تكتشف
أنه عديم المعرفة بما يدور من أحداث يومية ولا يعنيه غير شيء واحد هو دعم الجماعة
وهذا ما يؤكد لك أنه مازال مبرمج على خاصية الترويج نفسها .
وعندما
تحاول إقناعه بأنها جماعة عاجزة عن إدارة البلاد وأنها تعمل فقط لمصلحتها الخاصة
تشعر بالقناعة في ملامح وجهه ولكن سرعان ما تتحول ملامحه وكأنه يخشى أن يقتنع
ويقاطعك بكلمات غير موزونة متلجلجة "
الناس دي معاها الخير لمصر " تمسك هذه الكلمات من على لسانه وتسأله بأمارة
أيه ؟ يقولك النهضة ، تملئ وجهك ابتسامة عريضة وتعود سؤاله وما هي النهضة ؟ يرد
عليك بكل معاني التردد وعدم الثقة بكلمة " ها " ها تعمل مشاريع كثيرة ، ها
توظف مائة مليون رغم ان الشعب تسعين مليون بس ، ها ترفع مصر اقتصاديا ، ها تغير
حال كل الشعب المصري ، تعود لك الابتسامة وتقوله إنت معرفتش إن النهضة طلعة فنكوش وإن النهضة الحقيقية طلعة اسمها الحقيقي " سد
النهضة " ودي موجودة في أثيوبيا مش في مصر ، وبعدين هي كل انجازات الجماعة مُعدة
للمستقبل البعيد ؟ ولا يوجد أي انجاز تم تفعيله على أرض الواقع بالفعل ؟ يُذبهل
وبنظر لك نظرة اشمئزاز ويقول لك " يا أخي هو الراجل أخذ فرصته " تقوله
يا عم الراجل قطع عهد على نفسه أمام الشعب بأن يوفر الأمن والأمان والاستقرار في
مائة يوم ، يقولك دي دعاية انتخابية . تقوله الدولار يقولك هو مستلم البلد وقعة
وكأن الرئيس تفاجئ إن البلد وقعة ، طب والسولار اللي الرئيس عندما سُئل عنه قبل
توليه منصب رئيس الجمهورية قال أن انقطاع السولار لا يمكن أن يحدث إلا في حالة
إغلاق المحبس من قبل الحكومة ؟ تسمع رد أغرب من الخيال " يا عم أنت بتصدق إن
فيه أزمة في السولار دا كلام إعلام فاسد " .
وفي
الفترة الأخيرة ينشكح ألإخواني عندما تسأله عن انجازات الرئيس يقول لك بسذاجة
واضحة عودة الجنود المختطفين ، ولماذا لم يتمكن من معرفة الخاطفين ؟ ولماذا لم
يُعيد الأربعة الآخرين ؟ ولماذا لم يتمكن من معرفة قتلت الجنود على الحدود في شهر
رمضان ؟ الرد ببساطة هذه مهمة الجيش والشرطة .
وما
ردك في أزمة المياه الجديدة على شعب مصر ؟ وأزمة انقطاع الكهرباء التي تزداد يوم
بعد يوم ؟ وأزمة رغيف العيش التي تعود من حين لآخر ؟ وقتل الثوار جيكا والجندي
والحسيني أبو ضيف وغيرهم ؟ وقصف الأقلام الثائرة ومحاربة وإغلاق القنوات "
دريم " والتضييق على الإعلام والإعلاميين وإرهاب الثوار والمثقفين واعتقالهم
وتقديمهم للمحاكمة وأخيرهم الناشط السياسي أحمد دومه ؟ يترك كل هذا ويقولك أحمد
دومه ده قليل الأدب .
وعندما
يعجز المُنتمي إلى الجماعة على الحوار ينهي الحوار بعصبية كلنا نعلمها وكلمات
سمعناها مراراً منذ تولي الرئيس مرسي أمور البلاد " إحنا شعب لا يصلح معه غير
الضرب بالجزم " نفس اللغة التي يستخدمها معظم القادة في هذا التنظيم ويسترسل
كنت فين أيام مبارك ؟ كان حد فيكم يجرؤ ينطق بحرف واحد ؟ كان راح وراء الشمس ،
كلام غريب يدل على عدم معرفته بأن النظام السابق كان يُعطي مساحة واسعة للحريات
والإعلام وكان يعارضه الكتاب بشراسة .
وبعيداً
عن كل هذا فهو استجاب للثوار وتنحى ، ولو افترضنا أننا كنا لا نستطيع المعارضة فكيف
قمنا بالثورة ؟ ولماذا قمنا بالثورة ؟ لكي نظل كما كنا بلا صوت وبلا رأي ؟
خلاصة
الكلام كل ردود الإخوان تُشعرك بأنهم مبرمجين على خاصية الترويج للجماعة على أنهم
كلهم أفاضل ولا علاقة لهم بالخطأ وكأنهم مَعصمين ، وسؤالي الوحيد للإخوان
والمنتمين إليهم " هذه الردود غباء أم سذاجة ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة