بقلم : وليد الوصيف .
المخابرات الروسية عرفت أن هناك رجل ذو
حيثية كبيرة يتقلد منصب سيادي هام وحينما راقبوا هذا الراجل تيقنوا أنه يعمل لحساب
" سي آي أيه " وعندما تم القبض علية اعترف بأنه مكلف بمهمة محددة ألا
وهي ، عندما يكون هناك وظائف مرموقة وحساسة ووظائف أخرى أيضاً تبدو من ظاهرها أنها
وظائف عادية مهمته فقط أن يختار من ضمن المتقدمين للوظيفة الشخص السيئ جداً معدوم
الكفاءة والضمير وهذا المخطط كان لإسقاط الإتحاد السوفيتي .
وعلى
النقيض ، لنا أسوة حسنة في سيدنا محمد (ص) يروى أن
أبو ذر الغفاري سأل الرسول صلى
الله عليه وسلم الإمارة ، فقال له : ( إنك ضعيف وإنها أمانة ، وإنها يوم القيمة
خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ) فتح الباري 13/126 .
رغم أن الرسول شهد له أنه إمام في الزهد
إمام في الصدق إمام في العلم إمام في الإيمان والعمل واليقين والتواضع والتقوى ، وكان
من المقربين جداً للرسول عليه الصلاة والسلام ورغم ذلك كان هذا رد سيدنا محمد (ص)
لأنه رأي أن رغم كل ما فيه من ايجابيات إلا أنه ضعيف وهناك من هو أقوى منه وهناك
من يستحق الإمارة أكثر منه وهذا لا يعيب أبو ذر الغفاري ولا يغضبه أيضاً من رسول
الله .
أين الدروس المستفادة من التاريخ " اختيار
الأسوأ للوظيفة " والدروس المستفادة من الدين ورد سيدنا محمد (ص) على أبو ذر
الغفاري ، بمجرد تولي مرسي حكم مصر اختار هشام قنديل رئيساً للوزراء هل هو مؤهل
لذلك ؟ بكل يقين ليس مؤهل ، وصلاح عبد المقصود وزيراً للإعلام وهو فاقد للغة
الحوار ولا يعرف شيء عن الإعلام ، وغيرهم الكثير بكل بساطة تم غلق كل الوظائف في
مصر ، المرموقة والغير مرموقة على أن تكون لخريجي كلية الحرية والعدالة والحاصلين
على الكارنيه من أبناء الأهل والعشيرة فقط ، ولا معيار غير ذلك ، يكفي أنهم مسلمون
وموحدون ولمرسي وبديع منتمون ، لماذا ؟ لنشر الجهل وبيع الأرض والتمكين من كل
مفاصل الدولة لإسقاط الجيش المصري " الدولة " حلايب وشلاتين في نظر
الرئيس حبة رمل ، وليس لديه مانع أن يستضيف مليون ونصف شخص من غزة في شبرا ،
بالذمة هل هذا يصلح رئيساً لقرية ؟ السؤال موجه لشيوخ الضلال الذين خرجوا علينا
وقالوا أن النبي (ص) قدم مرسي لإمامة الصلاة في المنام وقال من يصلي بينا هو
" الرئيس " محمد مرسي ، بالله عليكم هذا الهراء الذي عُرض علينا بكل
سماجة وسذاجة ، من عرضوه علينا يعلمون شيء عن الدين ؟ هل يعملون على نشر دعوة
الإسلام ؟ أم يعملون على نشر فكر الأمريكان ؟ هل هي دعوة إسلامية حقاً أم دعوة
" ماسونية " ؟ وبعد تصريحات كل قادة الحرية والعدالة بتدمير وحرق مصر إن
لم يعود السيد مرسي للكرسي هل ما زال المغرر بهم من الإخوان مقتنعون أن هذا هو
الإسلام ؟ .
وبعد سقوط الإخوان وتولي الرئيس عدلي
منصور حكم البلاد ، والببلاوي رئيساً للوزراء ، والدماء لا تتوقف والدمار لا يتوقف
وكل وعود الإخوان تتحقق ، والببلاوي المنتمي للإخوان عاجز عن اتخاذ أي قرار ضد
هؤلاء المتأسلمين المتطاولين على الدين ، والحكومة تعمل على زخرفة صورة الليبرالية
ووضعها في برواز نبيل ، ولهذا السبب السامي ترفض أن ترد على العنف بالعنف ، وعلى
الدم بالدم ، وعلى المظاهرات السلبية بالردع ، وتقبل بمشاهدة الوطن غارق في دم
الشرطة والمواطنين وضباط الجيش ، تذهب الليبرالية إلى الجحيم إن كان ثمن الحفاظ
عليها موت المواطنين وحرق الوطن .
ثورة 25 يناير نجحت في خلع مبارك ، وثورة 30 يونيو
نجحت في خلع مرسي ، وترهل الحكومة الحالية سوف ينجح في عودة النظامين معاً عن قريب
وسوف يقضي على أحلام وأرواح المصريين ، لابد وأن تكون هناك قبضة من حديد ، لابد من
تنظيف المصالح الحيوية والهامة من الفلول والإخوان ، لابد من اختيار الموظف
للوظيفة حسب الكفاءة والخبرة والعطاء والوطنية ، فلتذهب الوساطة والمحسوبية إلى
الجحيم ، لابد من مواجهة الإرهاب بالسلاح والرصاص الحي ، لابد من صدور أحكام سريعة
وقاسية على كل من يهدد أمن البلاد ، لابد من عودة مصر في أقصى سرعة ، لأن هذا
الترهل يجعلهم قاب قوسين أو أدنى من القضاء على ثورتي 25 يناير و30 يونيو ودمار
مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة