الأخبار

26 نوفمبر 2013

الحل في التبرعات والترشيد !!

بقلم : وليد الوصيف .

حكوماتنا العقيمة منذ تولي مبارك الحكم حتى حكومة هشام قنديل ، إما أن تعمل على التربح من وراء الأزمات ، إما أن تُزيد من أعباء مصر والمصريين بعدم قدرتها على حل الأزمات . والسبب أنها لا تبحث عن الحل إلا في الوقت الضائع أو بعد وقوع الكارثة بالفعل " بعد فوات الأوان " وهذا أكبر دليل على أن حكومات مصر يتم اختيارها بشكل عشوائي فاقد لأدنى المقومات التي تؤهله للمنصب ، يتم اختيارها حسب القرابة والمعرفة دون عمل حساب لمكانة مصر وتاريخها ومستقبلها .
أما عن حل الأزمات لدى حكومتنا المصرية فهو يأتي بالتواكل على الله وليس بالتوكل والدراسة والخبرة والسعي ، وعندما تعجز الحكومة عن حل الأزمة تماماً وتكتشف أنها أصبحت عاجزة ، تتعامل مع الأزمة على أنها أمر واقع
وعلى الشعب أن يتقبل ذلك ويتحمل العائد علية من الأضرار الناتجة عن الأزمة .
كانت حكومات مبارك لها نظرة مستقبلية وكانت تعلم بما هو أتي من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية ، ولكنها لا تصل إلى أي حل إلا حل وحيد تم ضخة لجميع وسائل الإعلام المصري وهو تنظيم الأسرة " ترشيد الإنجاب " .
نقص عدد المدارس وزيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد لا حل له إلا حل وحيد وهو ترشيد الإنجاب ، نقص المستشفيات وزيادة عدد المرض في المستشفيات بسبب التلوث الغذائي الناتج عن القمح المسرطان وخلافه لا حل له أيضاً إلا ترشيد الإنجاب والأمثلة لا حصر لها في هذا الوطن ، والاستنتاج من كل هذا هو أن الحل دائماً لا يأتي إلا من قبل المواطن المنهوب منه كل ما يؤهل إلى الآدمية ، الحل من قبل المواطن الذي يعيش على أرضه ويدفع المقابل وكأنه مستأجِر في هذا الوطن ، أما حل أزمة الأدوية والمعدات الطبية لها طريقتان الأولي وهي حمالات التبرع التي تهبط علينا من القنوات في معظم البرامج التليفزيونية والثانية طبعاً " ترشيد الإنجاب " رغم أن الأموال المهربة للخارج من قبل رجال الحكومة ورجال الأعمال لا حصر دقيق لها حتى الآن ولكنها بما لا يدع مجال لأدنى شك تفوق حل جميع مشاكل المحروسة وأبنائها .
وعندما وصلت حكومة النهضة الحالية وجدنا نمو هائل في أزماتنا القديمة رغم الوعود بالنهضة والرخاء بالإضافة إلى إضافة أزمات جديدة تُزيد من أعباء المواطن المهروس على أرض المحروسة وبالطبع بما أنها حكومةً تكفير الإبداع والمبدعين والمتمردين فلم تنتبه لمقولة أرسطو: اعتبر بمن قبلك، ولا تكن عبرة لمن يأتي بعدك.  هذه الحكومة تنهج بنفس الطريقة القديمة ولا حل لديهم إلا نفس الحلول لأن السبب هو نفس السبب ألا وهو اختيار الوزراء بنفس الطريقة إيها مع فارق بسيط كان الاختيار في السابق يشمل قاعدة أوسع من الآن كان يشمل الأقارب والأصدقاء والمعارف وأصحاب رأس المال ومن ورائهم مصالح تصُب في مصلحة العائلة الكبيرة ، أما الاختيار الآن فهو لا يخرج عن نطاق " العشيرة " .
أزمة انقطاع الكهرباء في أنحاء مصر تزداد والحكومة جزاه الله بمقدار نوايهم تبحث عن حل وإلى الآن لا حل على أرض الواقع إلا النداء بالترشيد وكأن دور الحكومة في البلاد هو النصح والنداء بهذا الحل العبقري الذي لا حل سواه ، ولا معلوم لدى أحد إلى متى تكون حلول كل الأزمات بالترشيد ؟ وإلى متى حكوماتنا يكون دورها هو النداء والجلوس في مكاتب مكيفة منذ التولي حتى دخول السجون أو الاغتيال أو الهروب خارج البلاد ؟
والآن مع أزمة " حياه أو موت " أزمة " حرب المياه " أزمة " الموت الجماعي " أزمة " موت الزراعة في مصر " الأزمة التي حازت على مئات المُسميات والتي حذر منها مئات المتخصصين منذ سنوات ، ومنهم الدكتور ضياء الدين القوصي، خبير المياه الدولي، الذي قال إن بناء إثيوبيا لسد النهضة وحده سيؤدي إلى نقص حصة مصر من المياه بنسبة 9 إلى 12 مليار متر مكعب في العام، أما إذا قررت إثيوبيا بناء حزمة السدود كاملة فإن ذلك سيؤدي لنقص ما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب من المياه سنويًا. وأضاف “القوصي” أن هذا النقص من حصة المياه سيؤدي إلى فقدان مصر 3 مليون فدان من الأراضي الزراعية، وتشريد من 5 إلى 6 مليون فلاح . وصرح خبراء آخرون بأن سد النهضة سوف يؤدي أيضاً لعجز في الكهرباء بنسبة لا تقل عن 20% رغم أن الوارد من المياه والكهرباء في وقتنا هذا لا يكفي حاجتنا .

ورغم كل ذلك حكومتنا الحالية تعتمد على التواكل والدكتور مرسي عندما سُئل في هذا الملف عندما كان رئيس حزب الحرية والعدالة كان رده هو أن المياه سوف تَزيد ولن ينقص من حصة مصر متر واحد وعندما سُئل كيف ؟ سوف نرفع يدنا إلى الله ونقول " يارب " وسوف ينزل المطر ، حل رائع واستراتيجي مدروس ونعم بالله ، من الواضح أن الأزمة سوف تزداد وأن أثيوبيا سوف تُكمل السد والسدود وأن الشعب سوف يدفع ثمن صوته الذي يضعه في الصندوق بشكل عشوائي منذ ثلاثون عام عطشاً وجوعاً ونوم في الظلام وبعد أن يحدث كل هذا سوف تطلُ علينا الحكومة بنفس النداء يا أيها الشعب الحل لديكم " الحل في التبرعات والترشيد " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة