أمامك كل المناصب وغير مطلوب منك غير إنك
تشاور بالسبابة ، ولكنك بالفطرة أحببت عملك دون غيره ، أعطاك الله من علم لا لحكمة
غير أن تنفع به الناس والوطن ، وكنت عند حسن ظن الله بك ، هذا هو سليمان العريني
الذي كان زاهد الحياة ولا يتردد في مُساعدة من يلجأ إليه ، طبيب ماهر ولا يتمنى أن
يكون غير ذلك ، رغم العروض والإغراءات إلا أنه كان بسيط لأبعد ما تتصور ، يقوم
بإجراء العملية الجراحية بدقه ومهارة فائقة ويخرج من المستشفي ليعزف العود أو يجلس
على شط البحر ليستمتع بوقته ، لكي يستعد لعملية أخرى ، ولا يعنيه من الدنيا غير
العمل في مجاله بضمير وبما
العدد الموجود مثل سليمان العريني ضئيل
جداً بكل أسف ، ولكن العدد الذي يستطيع أن يكون مثل هذا النموذج عدد لا حصر له ، ولكنه
بكل أسف تعامل مع العلم على أنه مصدر رزق واسع مصدر يجلب له كل متاع الدنيا وعلى
حساب أي حد وأي حاجة في الدنيا ، على حساب البشر على حساب الوطن ، كل ده مش مهم
المهم هو تحقيق كل أحلامه المالية التي لم تنتهي ، رغم أن الأمر في منتهى البساطة
والوصول إلى هذا النموذج في هذا العصر لا يتطلب غير وضع حد لأحلامه المالية
والذاتية .
العصور القادمة سوف تقرأ كل هذا في سطور
التاريخ الذي سوف يسطره الجيل الحالي ، فمن هو الذي يكتبه التاريخ بحروف من الذهب
؟ من هو الذي يكتبه التاريخ في المسودة تحت عنوان مذبلة التاريخ ؟ من هو الأحب عند
الله عز وجل ؟ من سخر علمه لمصالح الناس والوطن ؟ أم من سخر علمه لجمع المال وتشيد
القصور وتأمين أسرته ؟.
هذه هي مشكلة مصر الحقيقية ، غياب الضمير
وتناسي الموت عمداً مع سبق الإسرار والترصد ، رجل الأعمال الذي لا يجوع لا يشبع ،
رغم أن العمالة المدهوسة تحت قدميه جائعة ومن فتاته تشبع وتُقبل يديها وتتوجه لله
بالشكر ، الجراح الذي ينهي عملية المريض بكلمة " البقاء لله " يتحفظ على
الجثمان لإنهاء إجراءات دفع المصاريف ، الموظف الذي يتقاضى راتب شهري ليس بقليل لا
يتوارى عن طلب راتبه اليومي " رشوة " من أصحاب المصالح وإلا عدي علينا
الأسبوع القادم يا أفندم ، والرقابة معدومة وملوثة الأيدي والسمعة أيضاً ، والكل
كما الإخوان يتعاملون بمنطق الضرورات تُبيح المحذرات .
الدكتور مجدي يعقوب مُقل الكلام مُقل
الطلبات مُقل الأحلام الذاتية كثير العمل وكثير الإنتاج وكثير التقرب إلى الله
والناس وأروع من نموذج العريني .
الدكتور محمد غنيم مُقل الظهور مُقل
الطلبات مُقل الأحلام المالية والشخصية مرتاح الضمير وكثير التقرب إلى الله وإلى
الناس كثير العمل والإنتاج وأروع من نموذج العريني . هؤلاء نماذج موجودة بالفعل
ولا تبحث إلا عن مصلحة الوطن والمواطن وعن إرضاء المولى عز وجل وموجود غيرهم في
هذا الوطن ولكنهم بكل حصره قلة قليلة .
والدكتور أحمد زويل بإمكانه أن يحظى بهذا
النموذج الرائع المشرف ولكنه يتطلب منه وضع حد لأحلامه المالية والذاتية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة