الأخبار

26 نوفمبر 2013

نموذج سليمان العريني !!


بقلم : وليد الوصيف .

أمامك كل المناصب وغير مطلوب منك غير إنك تشاور بالسبابة ، ولكنك بالفطرة أحببت عملك دون غيره ، أعطاك الله من علم لا لحكمة غير أن تنفع به الناس والوطن ، وكنت عند حسن ظن الله بك ، هذا هو سليمان العريني الذي كان زاهد الحياة ولا يتردد في مُساعدة من يلجأ إليه ، طبيب ماهر ولا يتمنى أن يكون غير ذلك ، رغم العروض والإغراءات إلا أنه كان بسيط لأبعد ما تتصور ، يقوم بإجراء العملية الجراحية بدقه ومهارة فائقة ويخرج من المستشفي ليعزف العود أو يجلس على شط البحر ليستمتع بوقته ، لكي يستعد لعملية أخرى ، ولا يعنيه من الدنيا غير العمل في مجاله بضمير وبما
يرضي الله دون غرض أو مصلحة ، كان يتعمد أن يعيش حياة الإنسان العادي ، لديه قصر فاخر ولكنه يعشق الشقة الصغيرة والأماكن العشوائية ، مهما تردد اسمه في الإعلام ومهما زاد حجمه العلمي فهو لا يتغير ولا يصاب بالغرور ولا يشعر بالفرحة كما يشعر بها وهو مع البسطاء ، كل ما تم سرده هنا نبذه ضائله جداً عن مسلسل خاتم سليمان بطولة النجم " خالد الصاوي " ، الذي جسد نموذج رائع ، الكل يتصور أنه نموذج خيالي لا وجود له في الحقيقة أو نموذج كان موجود في العصور السابقة ولكني أجزم أنه نموذج موجود في مصر الأن حتى ولو كانت النسبة محزنه إلا أنه موجود رغم الإغراءات .
العدد الموجود مثل سليمان العريني ضئيل جداً بكل أسف ، ولكن العدد الذي يستطيع أن يكون مثل هذا النموذج عدد لا حصر له ، ولكنه بكل أسف تعامل مع العلم على أنه مصدر رزق واسع مصدر يجلب له كل متاع الدنيا وعلى حساب أي حد وأي حاجة في الدنيا ، على حساب البشر على حساب الوطن ، كل ده مش مهم المهم هو تحقيق كل أحلامه المالية التي لم تنتهي ، رغم أن الأمر في منتهى البساطة والوصول إلى هذا النموذج في هذا العصر لا يتطلب غير وضع حد لأحلامه المالية والذاتية .
العصور القادمة سوف تقرأ كل هذا في سطور التاريخ الذي سوف يسطره الجيل الحالي ، فمن هو الذي يكتبه التاريخ بحروف من الذهب ؟ من هو الذي يكتبه التاريخ في المسودة تحت عنوان مذبلة التاريخ ؟ من هو الأحب عند الله عز وجل ؟ من سخر علمه لمصالح الناس والوطن ؟ أم من سخر علمه لجمع المال وتشيد القصور وتأمين أسرته ؟.
هذه هي مشكلة مصر الحقيقية ، غياب الضمير وتناسي الموت عمداً مع سبق الإسرار والترصد ، رجل الأعمال الذي لا يجوع لا يشبع ، رغم أن العمالة المدهوسة تحت قدميه جائعة ومن فتاته تشبع وتُقبل يديها وتتوجه لله بالشكر ، الجراح الذي ينهي عملية المريض بكلمة " البقاء لله " يتحفظ على الجثمان لإنهاء إجراءات دفع المصاريف ، الموظف الذي يتقاضى راتب شهري ليس بقليل لا يتوارى عن طلب راتبه اليومي " رشوة " من أصحاب المصالح وإلا عدي علينا الأسبوع القادم يا أفندم ، والرقابة معدومة وملوثة الأيدي والسمعة أيضاً ، والكل كما الإخوان يتعاملون بمنطق الضرورات تُبيح المحذرات .
الدكتور مجدي يعقوب مُقل الكلام مُقل الطلبات مُقل الأحلام الذاتية كثير العمل وكثير الإنتاج وكثير التقرب إلى الله والناس وأروع من نموذج العريني .
الدكتور محمد غنيم مُقل الظهور مُقل الطلبات مُقل الأحلام المالية والشخصية مرتاح الضمير وكثير التقرب إلى الله وإلى الناس كثير العمل والإنتاج وأروع من نموذج العريني . هؤلاء نماذج موجودة بالفعل ولا تبحث إلا عن مصلحة الوطن والمواطن وعن إرضاء المولى عز وجل وموجود غيرهم في هذا الوطن ولكنهم بكل حصره قلة قليلة .
والدكتور أحمد زويل بإمكانه أن يحظى بهذا النموذج الرائع المشرف ولكنه يتطلب منه وضع حد لأحلامه المالية والذاتية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة