الأخبار

26 نوفمبر 2013

تنفيذ واحترام القانون

بقلم : وليد الوصيف .

هناك مواريث كثيرة ورثنها في العصر السابق من نظام مبارك ، معالي المواطن ورث الخوف من رجل الشرطة بلا سبب وبلا داعي ، وأيضاً الشرطة كان لها ميراث جبري وهو تنفيذ الأوامر بغض النظر عن وجهة نظر القانون في هذه الأوامر وأساليب التعذيب التي كانت تجعل الشريف مجرم لكي يرحم نفسه من التعذيب ويسكن السجون لمجرد أن الضابط مُكلف بإنهاء ملف القضية في وقت محدد ، ولا يملك المتهم البريء الجرأة التي تؤهله لسرد الحقيقة أمام النيابة خوفاً من المصير الأبشع الذي وعُد به في حالة تغير أقواله ، ومواريث كثيرة لا حصر لها ولكن من وجهة نظري أن الميراث الحقيقي هو جهل الطرفين الشرطة والمواطن بمعنى كلمة وطن
وجهل كل طرف بالأخر وبالدور المطلوب منه .
أما الميراث الأخر فهو التعميم وهذا الأخر هو الكارثة الكبرى فهناك رجالاً من الشرطة غاية في الأخلاق ومع ذلك فهم مكرهين من بعض أفراد الشعب لمجرد أنهم من رجال الداخلية .
أما الأغلبية العظمة من الشعب يحترمون ويقدرون رجال الشرطة ودورهم النبيل ولا يوجد على أرض مصر من يكره الشرطة إلا كل من هو فاسد وعاشق للإجرام ومخطئ في فهم الحرية أو بالعربي كده على رأسه بطحة .
لابد أن يعلم المواطن أن الشرطة في العصر السابق كانت مُجبرة على كل ما فعلت إذن لابد من المصرحة والمصلحة وطي الصفحة القديمة وفتح صفحة جديدة بين الشرطة والمواطن وعنوان الصفحة الجديدة لابد أن يكون تنفيذ واحترام القانون .
أعلم أن الشرطة عادت والأمن بدء يتعافى ، وأعلم أن العلاقة بين الشعب والشرطة أصبحت كما نراها في الدول المتحضرة مع العلم أن لكل قاعدة شواذ ، ولكني على يقين بأن هذه الصورة ليست أكثر من صورة مؤقتة من الطرفين لتطيب الجراح ، وسبب ذلك هم هؤلاء الشواذ من الطرفين الذين بأفعالهم سوف نعود لما كنا عليه قبل ثورة يناير ، المواطن الشاذ يتعامل مع المعاملة الحسنة من قبل الشرطة على إنها تمثيل إلى أن يتمكنوا من السيطرة مرة أخرى ويعودوا للانتقام من الشعب الذي تعامل معهم بإساءة بالغة أثناء ثورة يناير وبعدها ، وهذا مالا ينساه الشرطي ، والشرطي الشاذ يتعامل مع المواطن من بعد ثورة 30 يونيه على أن الشرطة عادت ولن تسمح بتقرر ما حدث معهُم منذ يناير ، ومن هنا أخشى مع الوقت الوصول للصدام بين هذا وذاك وهذا ما سوف يهدم ما تم بناءه في الثلاث سنوات الماضية ، نحن نحتاج لوقفة من الطرفين ، ونحتاج لوعي الطرفين وبشدة ، لابد أن يعلم المواطن حقوقه ووجباته وما له وما عليه وما يطلبه منه القانون ، ولابد وأن يعي أن الشرطي يعمل على حمايته وليس إرهابه ويجب احترامه دون الخوف منه ومساندته إذا تطلب الأمر هذا ، وعلى الشرطي أن يعي حق المواطن وأن يحترمه وأن يتعامل مع المتهم على أنه بريء حتى تثبت إدانته ، وأن يتعامل مع البلاغ المقدم من المواطن بجدية ، وأن يبحث عن المجرم الحقيقي حتى يصل إليه دون تقديم ضحية لإغلاق القضية ، الوعي هو الضامن الوحيد لتنمية العلاقة السليمة بين المواطن والشرطي وضمان الأمن والاستقرار ، وعلينا جميعاً أن نعلم أن اتحاد المواطن والشرطي حتماً سوف يصب في مصلحة الجميع ونهضة الوطن . والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليق على مسؤولية صاحبة