بقلم : وليد الوصيف .
مصر تحتاج مليون شخص باطنهم كظاهر الفريق
عبد الفتاح السيسي ، بكل بساطة لأن الشعب بأكمله في حالة شك مُريبة والشك أصعب من
اليقين ، الكل يشعر بالفرحة الملونة بالخوف والقلق ، الناس يتساءلون هل السيسي
فعلاً راجل محترم يبتغي وجه الله ونهضةً الوطن ؟ أم مجرد شخص يتمتع بالذكاء
والدهاء السياسي ؟ بالفعل يبحث عن مصر التي كانت وغابت وقل حجمها ؟ أم يبحث عن نفس
الملعون " الكرسي " الذي يؤهله للمنصب الأعلى ؟ هل يسعى بالفعل لمصر أد
الدنيا أم هو حريف في صياغة الشعارات وإثارة مشاعر المصريين ؟ هل السيسي فعلاً
كما
نرى صورته ونسمع كلماته أم هو مجرد شخص انتهز الفرصة في الوقت السليم ؟
أنا هنا لا أقر بأنني أشك في تصرفات
الراجل ، ولكني حقاً أشك في قدرتي وقدرت الأغلبية العظمة من الشعب على التحليل
السليم والحكم الصحيح على البشر ، وهذا يرجع لما دار من أحداث ، منذ ثورة 25 يناير
حتى اليوم ، صدقنا شباب 6 أبريل وخذلونا ، صدقنا البرادعي وصُدمنا فيه ، صدقنا
العوا وها هو غامض ويتماش مع كل مرحلة ومصلحته هي هدفه ، صدقنا تمرد وها هم يعدو
العدة للعصور على مقاعد مجلس الشعب ، صدقنا الإخوان ودمرونا وجعلونا نؤمن بأننا
أصبحنا شعب عاجز عن اتخاذ القرار السليم .
انتظرنا التغير بعد ثورة 30 يونيو وحتى
الأن ونحن ننتظر دون جدوى ولا نرى شيء على أرض الواقع ، غير دماء تسيل من هنا
وهناك وشهداء من هنا وهناك وهذا وذاك مصريين وأمهاتهن على النيران نائمين ، وغير مُحق
من يتصور أن أمهات الشهداء سعداء ولو تم تعويضهن بالكراسي التي من أجلها ازدحمت
المقابر ، ومن الجديد أيضاً محاولات من قبل الحزب الوطني المنحل للعودة إلى
المعترك السياسي مرة أخرى والمُصالحة مع الشعب وهذا ما هو مرفوض شكلاً وموضوعاً ،
لا مصالحة مع الحزب الوطني ولا التيار الإخواني .
الناس ما زالت تعيش نفس مشاكلها وهي من
تدفع الثمن ، باختصار الناس " زهقت " وتشعر بأن أم الدنيا تنحدر أكثر
ولم تكون أد الدنيا ، حالة من التشاؤم تُسيطر على الكثير ، فقدان الأمل وضعف
العزيمة بدأ يطفح على ظهر الأرض ، بدأ يعود المواطن يلهث على مصلحته الخاصة بعد ما
تعهدنا أن نموت من أجل مصلحة الوطن أولاً ومن ثم المصلحة العامة التي تعود على
الجميع بالخير ، بدأنا نتابع مباريات كوره القدم أكثر من متابعة طبخ الدستور
الجديد الذي لا نتابعه كما كنا نتابع طبخة أم أيمن ومرسي وعشيرته ، أظن وبعض الظن
ليس إثم أن السبب يعود لثقة البعض في السيد " عمرو موس " وثقة الشعب الذي
ما زالت موجودة في الفريق " عبد الفتاح السيسي " كأن الشعب فوض السيسي عنه في كل شيء وأصبح
السيسي هو الشعب ، والمنطقي أن هذا لا يثمر بشيء لأن الفريق لو كان أفضل من صورته
المرسومة في ذهن الشعب من حيث الرجولة والمروءة والشجاعة وحب الوطن والوفاء والولاء
والضمير اليقظ فلا يعقل أبداً أن شخص واحد من فأصيل البشر يستطيع نشل مصر مما هي
فيه ، يجب على الشعب أن يقف وقفة راجل واحد من أجل الوطن ، يجب علينا تفعيل خاصية
العقل والضمير لكي نستطيع النقاش حول الانتخابات لنصل في النهاية إلى ناخب واعي ،
يجب أن نراجع الدروس المستفادة من ثورتي يناير ويونيو ونتعلم منها لكي نؤهل أنفسنا
للتصويت السليم في الاستفتاء على الدستور القادم ومن ثم التصويت على الانتخابات
القادمة لمجلس الشعب لكي نضمن العثور على مليون شخص باطنه كظاهر السيسي لكي تنهض
مصرنا ويقتل فقرنا ، ودون ذلك فلا أمل في الإنقاذ ، وعليكم أن تستعدوا لدفع الثمن
كالعادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليق على مسؤولية صاحبة